للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يهودياً وشنق منهم ثمانية عشر، ونجا كثير من المسجونين بفضل تدخل جماعة من الرهبان الدمنيكيين البواسل (١).

وأفلتت الجماهير من أيدي ولاة الأمور في أثناء الحرب الأهلية التي نشرت الاضطراب في إنجلترا بين عامي ١٢٥٧، ١٢٦٧، وكادت المذابح أن تمحو من الوجود يهود لندن، وكنتربري Canterbury، ونورثمبتن Northampton، وونشستر Winchtester، وورسستر Woecester، ولنكولن، وكيمبردج، فنهبت بيوتهم ودمرت، وأحرقت العقود، والسفاتج، وأصبح من بقوا أحياء من اليهود لا يملكون شروى نقير (١٥٥). وكان ملوك الإنجليز وقتئذ يقرضون المال من أصحاب المصارف المسيحيين في فلورنس وكاهورس Cahors، وأصبحوا في غير حاجة إلى اليهود، ومن ثم وجدوا أن من الصعب عليهم حمايتهم. ولهذا أمر إدوارد الأول من كان باقياً في إنجلترا من اليهود وكانوا حوالي ١٦٠٠٠ يهودي أن يغادروا البلاد قبل أول نوفمبر من ذلك العام، وأن يتركوا وراءهم جميع أملاكهم الثابتة وما يمكن استرداده من الديون. وعرق الكثيرون منهم في القناة الإنجليزية التي أرادوا أن يعبروها في قوارب صغيرة، وسرق ملاحو السفن متاعهم وأموالهم، فلما وصل بعضهم إلى فرنسا أبلغتهم الحكومة الفرنسية أن عليهم أن يغادروا البلاد قبل بداية الصوم الكبير من عام ١٢٩١ (١٥٦).

وفي فرنسا أيضاً تبدلت الحالة النفسية بالنسبة لليهود حين قامت الحروب


(١) ولا تزال بكنيسة لنكولن آثار مزار أقيم فيها في الماضي "لهيو الصغير" مصحوبة بالعبارة الآتية: "إن في القصة حوادث كثيرة تلقى الشك على صحتها، وإن وجود قصص مثلها في إنجلترا وغيرها من البلاد ليدل على أن منشأها هو الحقد الناشئ من التعصب على اليهود في العصور الوسطى، والخرافة المنتشرة وقتئذ، والتي لا يصدقها أحد قط في هذه الأيام، بأن قتل الأطفال كان من الشعائر الدينية في عيد الفصح اليهودي. وقد قامت الكنيسة منذ القرن الثالث عشر بمحاولات لحماية اليهود من كراهية الغوغاء ومن هذه التهم بنوع خاص".