أوهام أحلامي تنساب من صوتي النغمات حلوة شجية كنغمات القيثارة المعلقة
على شاطئ نهر بابل … ألا ليتني أستطيع أن أصب روحي حيث صبت
روح الله في أبنائك القديسين في الأزمان السابقة! لقد كنت منزل الملوك
وعرش الله، ولست أدري كيف يحتل العبيد الآن العرش الذي جلس عليه
أبناؤك من قبل؟
من ذا الذي يرشدني لبحث عن الأماكن التي أطل منها الملائكة بجلالهم
على سلك وأنبيائك في الأزمان القاصية؟
ومن ذا الذي يهب لي جناحين أطير بهما لأضع حطام قلبي بين خرائبك
وأستريح ن تجوالي؟
سأولّي وجهي نحو أرضك وأمسك بحجارتك أعتز بها كما يعتز الناس
بالذهب الثمين …
إن هواءك يبعث الحياة في نفسي، وذرات ترابك هي المسك الشذي،
وأنهارك تفيض بالعسل المصفى.
وما أعظم بهجتي إذا استطعت أن أجيء إلى معابدك المخربة عارياً حافي
القدمين! حيث احتفظ بالتابوت، وحيث سكن الملائكة المكرمون في
المخابئ المظلمة …
يا صهيون يا ذات الجمال الذي ليس بعده جمال، لقد اجتمع فيك الحب
والبهاء، إن أرواح أبنائك تتجه في حنان نحوك؛ وكانت أفراحك بهجتها
ومسراتها، وها هي ذي الآن تبكي في منفاها البعيد أسى وحسرة على خرائبك،
وتتوق لرؤية مرتفعاتك المقدسة، وتسجد في صلواتها خاشعة نحو أبوابك، إن