Rayond of Penafort وهو راهب دومنيكي يشرف على محكمة التفتيش في أرغونة وقشتالة أخذ على عاتقه أن ينصر يهود هاتين المقاطعتين. وأراد أن يعد واعظيه لهذا الغرض فنظم دراسات في اللغة العبرية في معاهد اللاهوت بأسبانيا المسيحية، وساعده في هذا يهودي متنصر يدعى بول المسيحي Paul the Christian وأمدا فيما بينهما ريمند بكثير من المعلومات عن الدينين المسيحي واليهودي فنظم الراهب نقاشاً بين بول والحاخام موسى بن نحمان الجيروني أمام جيمس الأول ملك أرغونة. وجاء ابن نحمان إلى النقاش على كره منه، لأنه كان يخشى النصر بقدر ما كان يخشى الهزيمة. ودام الجدل أربعة أيام كان الملك في أثنائها مبتهجاً، ويبدو أن الطرفين قد حافظا على آداب المناظرة. وفي عام ١٢٦٤ أمرت لجنة دينية بجمع كل ما في أرغونة من نسخ التلمود، ومحت كل ما فيها من فقرات تطعن الدين المسيحي ثم ردت الكتب إلى أصحابها (٢٠)، وتحدث ابن نحمان عن الدين المسيحي في تقريره الذي كتبه للمعابد اليهودية في أرغونة يصف فيه المناظرة بعبارات خيل إلى ريمند أن فيها طعناً شديداً على هذا الدين (٢١)، فاحتج الراهب لدى الملك على هذا العمل، ولكن جيمس لم يحرك ساكناً إلا في عام ١٢٦٦ حين خضع لإلحاح البابا فنفى ابن نحمان من أسبانيا. وتوفي ذلك الحبر في فلسطين بعد عام من نفيه.