وقد جمعت في الزوهر كل عناصر القبلة: فكرة الإله الشامل لكل شيء الذي لا يعرف إلا عن طريق الحب، والحروف الأربعة المكونة لاسم يهوه-التتراجوامتون-، والأوساط الخالقة، والفيوض الربانية، والاستعارات الأفلاطونية الخاصة بالعالم الكبير والعالم الصغير، وتاريخ ظهور المسيح وكيفية ظهوره، وأزلية الروح وتنقلها، والمعاني الصوفية للطقوس الدينية والأعداد، والحروف، والنقط، والشرط، واستعمال الكتابات الجفرية، والحروف الأولى من العبارات التي إذا جمعت كونت اسماً خاصاً، وقراءة الكلمات عكساً لا طرداً، والتفسير الرمزي لنصوص الكتاب المقدس، والقول بأن حَمل المرأة وإن كان في تجسيد لسر عملية الخلق. وقد شوه موسى الليوني عمله حين جعل شمعون بن يوحاي يشير إلى خوف حدث في روما عام ١٢٦٤ ويقول بعد آراء لم تكن، كما يلوح، معروفة قبل القرن الثالث عشر، وقد خدع بذلك كثيرين من الناس، ولكنه لم يخدع زوجته، وقد اعترفت أن زوجها موسى كان يرى في شمعون خدعة مالية بارعة (٨٣). وأدى نجاح هذا الكتاب إلى ظهور عدة كتب أخرى مضللة، وجازى بعض القبليين المتأخرين موسى بمثل أعماله فنشروا آرائهم هم معزوة إليه.
وكان للقبلة أثر شامل واسع المدى، وظل الزوهر وقتاً ما كتاباً يدرسه اليهود كدراستهم للتلمود، بل إن بعض القبليين قد هاجموا التلمود ووصفوه بأنه كتاب بال قديم، مفرط في التقطيع المنطقي؛ وتأثر بعض علماء التلمود، ومنهم ابن نحمان العالم التحرير تأثراً شديداً بالمدرسة القبلية. وانتشر الاعتقاد بصدق القبلة، وبأنها وحي من عند الله انتشاراً واسعاً بين يهود أوربا (٨٤). وبقدر هذا الانتشار كان أثرها السيئ في مؤلفاتهم العلمية والفلسفية، وانقضى عصر ابن ميمون الذهبي في سخف الزوهر الوضاء. وتعدى أثر القبلة اليهود إلى المسيحيين فافتتن