فعقد مجلساً من الأساقفة، وأعضاء مجلس الشيوخ، وأذاع بموافقتهم في عام ٧٢٦ مرسوماً يطلب فيه إزالة جميع الصور والتماثيل الدينية من الكنائس، وحرم تصوير المسيح والعذراء، وأمر بأن يغطى بالجص ما على جدران الكنائس من صور. وأيد بعض كبار رجال الدين هذا المرسوم، ولكن الرهبان وصغار القساوسة احتجوا عليه، وثار عليه الشعب، وهاجم المصلون الجنود الذين حاولوا تنفيذ القانون بالقوة، لأنهم قد روعهم وأثار غضبهم هذا التدنيس المتعمد لأعز رموز دينهم. ونادت قوات الثوار في بلاد اليونان وخلقيدية بإمبراطور آخر، وسيرت أسطولاً ليستولي على العاصمة. ودمر ليو هذا الأسطول، وزج زعماء معارضيه في السجون. وفي إيطاليا، التي لم تنمح منها في يوم من الأيام أساليب العبادات الوثنية، أجمع الشعب كله تقريباً على معارضة المرسوم؛ وطردت مدائن البندقية، ورافنا، وروما عمال الإمبراطورية، واجتمع مجلس من أساقفة الغرب دعا إليه البابا جريجوري الثاني وصب اللعنة على محطمي الصور والتماثيل المقدسة دون أن يذكر اسم الإمبراطور. وانضم بطريق القسطنطينية إلى الثائرين، وحاول بانضمامه إليهم أن يعيد إلى الكنيسة الشرقية استقلالها عن الدولة؛ فما كان من ليو إلا أن خلعه من منصبه (٧٣٠)، ولكنه لم يعتد عليه، وبلغ من رأفة الإمبراطور في تنفيذ المرسوم أن ظلت معظم الكنائس إلى يوم وفاته في عام ٧٤١ تحتفظ بمظلماتها وفسيفسائها سليمة.
وسارا ابن قسطنطين الخامس (٧٤١ - ٧٧٥) على نهجه ولقبه المؤرخون المعادون له بذلك اللقب الظريف "كبرونيموس Copronymus" (المشتق من الدبال). وجمع الإمبراطور الجديد مجلساً من أساقفة الشرق في القسطنطينية (٧٥٤)، حرم عبادة الصور والتماثيل، ووصفها بأنها عمل "ممقوت"، وقال إن "الشيطان قد أعاد عبادة الأوثان إلى سابق عهدها عن طريق عبادتها". ولعن "الفنان الجاهل الذي يشكل بيديه النجستين ما لا يصح أن يؤمن