الأرجون"- أي في الشقة المبطنة بالبرفيري المخصصة لأن تستخدمها الإمبراطورات الحاملات. وقد ورث عن أبيه ذوقه الأدبي، ولكنه لم يرث عنه كفايته الإدارية. وألف لابنه كتابين في فن الحكم: أحدهما في ولايات الدولة وثانيهما كتاب في الاحتفالات يصف فيه ما يطلب إلى الإمبراطور من المراسم وآداب اللياقة. وأشرف على جمع مؤلفات في الزراعة، والطب، والطب البيطري، وعلم الحيوان، ووضع "تاريخاً للعالم مستمداً من المؤرخين" بجمع مختارات من كتب المؤرخين والإخباريين، وازدهرت الآداب البيزنطية بفضل تشجيعه ومناصرته، ولكنه كان ازدهار على طريقتها المصقولة الهزيلة.
وربما كان رومانوس الثاني (٩٥٨ - ٩٦٣) كغيره من الأطفال يقرأ كتب أبيه. وقد تزوج بفتاة يونانية تدعى ثيوفانو Theophano؛ وظن أنها دست السم لحميها وعجلت موت رومانوس؛ وقبل أن يموت زوجها البالغ من العمر أربعاً وعشرين سنة أغوت إلى أحضانها القائد الزاهد نقفور الثاني فوقاس، واغتصب القائد العرش وغضت هي النظر عن ذلك الاغتصاب. وكان نقفور قد أخرج المسلمين من حلب وإقريطش (كريت)(٩٦١)، ثم أخرجهم من قبرص في عام ٩٦٥، ومن إنطاكية في عام ٩٦٨، وكانت هذه الانتصارات هي التي زلزلت أركان الخلافة العباسية. وطلب نقفور إلى البطريق أن يعد كل من يقتلون من الجنود في حرب المسلمين بكل ما يوعد به
الشهداء من جزاء وتكريم؛ ولكن البابا لم يجبه إلى طلبه بحجة أن جميع الجنود قد دنسوا من قبل بما أراقوه من الدماء، ولو أنه فعل لكان محتملاً أن تبدأ الحروب الصليبية قبل بدايتها الحقيقية بمائة عام. وفقد نقفور مطامعه وآوى إلى قصره ليعيش فيه معيشة المتعبدين الزاهدين. وتضايقت ثيوفانو من هذه الحياة الشبيهة بحياة الأديرة فاتخذت لها خليلاً القائد تزيميسيس Tzimisces. وقتل هذا القائد نقفور (٩٦٩) واستولى