للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في الكنائس جناحاً متقاطعاً مع الصحن، وأضافوا دعامات من أبراج أو عمد متلاصقة، وأقاموا للعقود التي يرتكز عليها السقف على عمد أو أو أكتاف متجمعة. وكان العقد الروماني الخالص يتكون من نصف دائرة بسيطة، وهو شكل دذو مهابة عظيمة، يصلح لجسر فوق فرجة أكثر مما يصلح لتحمل ثقل. وكان الدهليز في الطراز الرومانسي الأول-والصحن والدهليز في الطراز الرومانسي المتأخر-تعلوه عقود أن يتكون سقفه من بناء ذي أقواس. وكان البناء في الخارج خالياً في العادة من الزخرف ومبنياً من الآجر المكشوف. وكان داخل البناء يتحاشى الزخرف الكثير الذي يمز الطراز البيزنطي وإن كان يزدان بقصد غير كبير من الفسيفساء، والمظلمات، والنقوش المنحوتة. وفيما عدا هذا كان الطراز الرومانسي رومانيا، همه الثبات والمتانة لا الارتفاع القوطي والرشاقة القوطية؛ يهدف إلى إخضاع الروح للتواضع المهدئ لها لا لرفعها إلى نشوة عليا تعصف بها.

وأخرجت إيطاليا في هذه الفترة آيتين من روائع الفن الرومانسي: إحداهما كنيسة أمبروجيو Ambrogio المتواضعة في ميلان، والثانية الكتدرائية الضخمة في بيزا. وقد أعاد الرهبان البندكتيون في عام ٧٨٩ البناء الذي منع أمبروز أحد الأباطرة من دخول بابه، ثم تهدم بعد ذلك مرة أخرى. ثم غير جيدو Guido كبير الأساقفة طرازه بعد عامي ١٠٤٦ و ١٠٧١ تغييراً شاملاً فبدله من باسلقا ذات عمد إلى كنيسة ذات عقود. وكان سقف دهليزها وصحنها قبل أيامه من الخشب، فأقام لهما هو سقفاً معقوداً من الآجر والحجارة يرتكز على عقود مستديرة خارجة من أكتاف متراكبة. وكانت زوايا التقاطع الناشئة في السقف المعقود من تقاطع العقود المبنية تقويها "أضلاع" من الآجر، وذلك أول مثل من السقف المعقود "المضلع" في أوربا كلها.

ويخيل إلى الرائي إن واجهة كنيسة أمبروجيو تختلف كل الاختلاف عن