للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لجبال البرانس قوطية، وقطالونيا الخاضعة من الوجهة الرسمية للملكية الفرنسية قوطية أيضاً كما يدل على ذلك اسمها "قطالونيا". وكان نهر اللوار يقسم فرنسا إلى إقليمين، مختلفين في الثقافات واللغات. وكان العمل الذي اضطلعت به الملكية الفرنسية هو مزج الأجناس واللغات المختلفة، لينشئوا من أكثر من عشر شعوب أمة واحدة؛ ولقد تطلب هذا العمل ثمانمائة عام.

وأراد هيو كابت أن يهيئ الظروف لوراثة للعرش منظمة، فتوج ابنه ربرت ملكاً معه في السنة الأولى من حكمه ويعد "ربرت التقي" (٩٩٦ - ١٠٣١) من الملوك الأوساط غير المبرزين (٦٠)، ولعل سبب اشتهاره بهذه المكانة الوسطى أنه كان يتجنب مجد الحروب. مثال ذلك أنه لما قام النزاع بينه وبين هنري الثاني إمبراطور ألمانيا بشأن الحدود عقد اجتماعاً معه وتبادل وإياه الهدايا، ووصل معه إلى اتفاق سلمي. وكان ربرت رءوفاً بالضعفاء والفقراء يحميهم قدر استطاعته من الأقوياء غير ذوي الضمير، ومثله في هذا كمثل لويس التاسع، وهنري الرابع، ولويس السادس عشر. وقد أغضب الكنيسة بزواجه من برثا Bertha ابنة عمه (٩٩٨)، وصبر على الحرمان وعلى سخرية الذين كانوا يعدونها ساحرة، ولكنه انفصل عنها آخر الأمر وعاش بعدئذ بائساً حزيناً إلى آخر أيام حياته. ويحدثا المؤرخون أن الناس حزنوا عليه أشد الحزن عند مماته (٦١)، وشبت نار حرب للوراثة بين ولديه، انتصر فيها هنري الأول (١٠٣١ - ١٠٦٠) أكبرهما، ولكنه لم ينل النصر إلا بمعونة ربرت دوق نورماندي. ولما انتهى هذا الصراع الطويل (١٠٣١ - ١٠٣٩) كانت المملكة قد وصلت إلى درجة من الفقر في المال والرجال لم تقو معها على منع تقطع أوصالها بفعل النبلاء الأقوياء المستقلين.

وانقسمت فرنسا حوالي عام ١٠٠٠ م، بفعل كبار الملاك الذين كانوا يضمون إليهم تدريجياً ما يحيط بهم من الأراضي إلى سبع إمارات كبرى يحكم كلا منها كونت أو دوق. وهذه الأقسام هي أكتين، وطلوشة، وبرغندية، وأنجوا،