أن عدداً قليلاً جداً منهم … هم الذين يستطيعون فهم طقوس دينهم باللغة الإنجليزية، أو ترجمة شيء منها إلى اللاتينية" (٣). وقد بعث إلى البلاد الخارجية في طلب العملاء-بعث في طلي الأسقف أسر Asser من ويلز، وإرجينا Erigena من فرنسا، وكثيرين غيرهم-ليأتوا ويعلموا شعبه ويعلموه هو نفسه. وكان يؤسفه أنه لم يجد من قبل إلا قليلاً من الوقت يخصصه للقراءة، ولهذا فقد أقبل الآن على الدراسات الدينية والعلمية إقبال الرهبان. وقد ظل يلاقي صعوبة في القراءة، ولكنه كان "يأمر رجالاً يأمرون له ليلاً ونهاراً". وكاد أن يكون هو أول من أدرك ما للغات القومية من خطر متزايد قبل أن يدركه أحد غيره من الأوربيين، فعمل على أن تترجم بعض الكتب الأساسية الهامة إلى اللغة الإنجليزية، وجد هو نفسه في ترجمة كتاب سلوى الفلسفة The Consolatione of Philosphy لبويتيوس Boetius وكتاب العناية بالرعي Pastoral Care لجريجوري، وكتاب التاريخ العام Universal History لأوروسيوس Orosius وتاريخ إنجلترا الكنسي Ecclesiastical History of England لبيد Bede؛ وعمل ما عمله شارلمان فجمع أغاني شعبه، وعلمها أولاده، وشارك المغنين في بلاطه في إنشادها.
ووصلت غزوة دنمرقية جديدة إلى كنت في عام ٨٩٤؛ وبعث دنمرقيو والدين لوالي الغزاة بالمدد، وعقد الوطنيون أهل ويزلت والكلت، الذين لم يكن الإنجليز والسكسون قد تغلبوا عليهم بعد، حلفاً مع الدنمرقيين وانقض إدوارد ابن ألفرد على معسكر القراصنة ودمره، وشتت أسطول ألفرد الجديد شمل الأسطول الدنمرقي (٨٩٩) وتوفي الملك بعد عامين من هذه الواقعة، ولم تكن سنه قد تجاوزت الثانية والخمسين. وليس في وسعنا أن نوازنه برجل جبار مثل شارلمان لأن الرقعة التي كانت مسرحاً لمغامراته رقعة ضيقة، ولكنه ضرب