أو الدنمرقة كشف جزيرة أيسلندة، ولم يسوءهم كثيراً أن يجدوها شديدة الشبه ببلادهم في ضبابها وفي واردتها. وهاجرت جماعات من النرويجيين إلى الجزيرة في عام ٨٧٤ فراراً مما كانوا يعانونه من استبداد هارلد هارفاجر، ولم يحل عام ٩٣٤ حتى بلغ سكانها من الكثرة درجة لم تزد عليها في جميع تاريخها حتى الحرب العالمية الثانية. وكان لكل ولاية من ولاياتها الأربع ثنجها thing أو جمعيتها، ثم أنشئ في عام ٩٣٠ ثنجها العام أو برلمانها الموحد وكان من أقدم الهيئات في تاريخ الحكم النيابي، وبفضله كانت أيسلندة في ذلك الوقت هي الجمهورية الوحيدة الكاملة الحرية في العالم كله. ولكن ذلك العنفوان وتلك النزعة الاستقلالية اللذين كانا سبباً في الهجرة إلى الجزيرة، وقيام هذا المجلس النيابي فيها، أضعفا من سلطان الحكومة العامة والقوانين المشتركة، فكان من أثر ذلك أن أصبح الأفراد الأقوياء الذين ثبتت أقدامهم في ضياعهم الواسعة أصحاب الأمر والنهي في أراضيهم، وما لبثوا أن جددوا في أيسلندة المنازعات التي جعلت بلاد النرويج شوكة في جانب ملوكها. وجعل الثنج العام (Alltging) المسيحية الدين الرسمي للبلاد في عام ١٠٠٠. ولكن الملاك أولاف القديس ساءه أشد الاستياء ما سمعه من أن أهل أيسلندة لا يزالون يأكلون لحم الخيل ويئدون أطفالهم ولعل طول ليالي الشتاء وشدة بردها كانا السبب في نشأة أدب قوامه أساطير وأقاصيص لعلها تفوق من حيث الكم والكيف مثيلاتها من القصص والأساطير التي تروى في أرض الشماليين.
وبعد ستة عشر عاماً من إعادة كشف أيسلندة شاهد أحد ربابنة السفن النرويجيين ويدعى جنبجورن ألفسون Gunnbjorn Uulfsson سواحل جرينلندة وأنشأ فيها ثوروولد Thorwald وولده إرك الأحمر مستعمرة نرويجية عام ٩٨٥ ثم كشف بجرن هرجلفسن Bjerue Herjulfsson لبرادور Labrador في عام ٩٨٦، وفي عام ١٠٠٠ نزل ليف Leif بن إرك الأحمر إلى القارة الأمريكية؛