قبل دخول المسيحية إلى البلاد بزمن طويل، إذا أرادوا أن يسموا طفلاً صبوا عليه ماء رمزاً لدخوله في حظيرة الأسرة.
وكان التعليم عندهم ذا صبغة عملية: فكانت البنات يتعلمن الفنون في المنزل، وكان منها عصر الجعة؛ أما الأولاد فكانوا يتعلمون السباحة، والمشي على مزالق الجليد، وأشغال الخشب والمعادن، والمصارعة، والتجذيف، والانزلاق، ولعبة الكرة والصولجان hockey (والاسم مشتق من الكلمة الدنمرقية hock ومعناها الخطاف)، والقنص، والرمي بالأقواس والسهام، والضرب بالسيوف، والطعن بالحراب، وكان القفز من ضروب الرياضة المحببة، وكان في وسع بعض النرويجيين أن يقفزوا بكامل سلاحهم ودروعهم إلى أعلى من طول قامتهم، وأن يسبحوا في الماء عدة أميال؛ ومنهم من كان يسبق أسرع جواد (٥٥). وكان كثيرون من الأطفال يتعلمون القراءة والكتابة، وبعضهم يتعلمون الطب أو القوانين. وكان الذكور والنساء على السواء مولعين بالغناء، ومن هؤلاء وأولئك من كانوا يعزفون على الآلات الموسيقية وهي عادة القيثارة. ونقرأ في إلدر أدا Elder Adda أن الملك جنار Gunnar كان يستطيع العزف على القيثارة بأصابع قدميه، ويستطيع بها أن يسحر الأفاعي.
وظل أغنياؤهم متعددي الزوجات حتى القرن الثالث عشر، وكان الآباء هم الذين يرتبون شئون الزواج، وكثيراً ما كان ذلك عن طريق الثراء، غير أن أحرار النساء كن يستطعن إلغاء هذا الترتيب (٥٦). فإذا تزوجت الفتاة بغير إرادة والديها عد زواجها خروجاً عن القانون، وأباح القانون لأهلها أن يقتلوها. وكان في وسع الرجل أن يطلق زوجته متى شاء، فإذا لم يستطع أن يبرر الطلاق بأسباب قوية كان في مقدور أهلها أيضاً أن يقتلوه. وكان من حق الزوج والزوجة أن يطلق أحدهما الآخر إذا ما لبس الرجل ثياب النساء أو لبست المرأة ثياب الرجل-كأن تلبس المرأة سراويل قصيرة، أو يلبس الرجل قميصاً مفتوحاً عند صدره. وكان