ورسل الآلهة والساقون (الفلكيري Valkyries) ، وبينهم عدد من العرّافات، وصغار العفاريت، والساحرات. فأما الآلهة فلم يكونوا أكثر من آدميين مبكرين، يولدون مثلهم، ويجوعون، وينامون، ويمرضون، وينفعلون، ويحزنون ويموتون؛ ولا يفوقون الآدميين إلا في أحجامهم، وطول أعمارهم، وعظيم قواهم. ومن هؤلاء أودين Odin (وودن Woden الألماني) أبو الآلهة كلهم، الذي كان يسكن بجوار بحر آزوف (آزاق) Azof في أيم قيصر، وهناك أنشأ أسجارد Asgard أو حديقة الأرباب لأسرته ومستشاريه واشتدت إليه الرغبة في تملك الأرضين ففتح بلاد أوربا الشمالية. على أنه لم يسلم من التحدي ولم يكن قادراً على كل شيء، فقد عنفه لوكي Loki أشد التعنيف (٦٤)، وتجاهله ثور Thor ولم يعبأ به. فأخذ يزرع الأرض في طلب الحكمة، واشترى بأحد عينيه جرعة من ينبوع الحكمة. بم اخترع الحروف الهجائية، وعلم خلقة الكتابة، والشعر، والفنون، ووضع القوانين. وقبل أن تنتهي حياته على ظهر الأرض عقد جمعية من السويديين والقوط، وجرح نفسه في تسعة أماكن من جسمه، فمات ورجع أسجارد ليعيش فيها إلهاً.
وكان ثور في أيسلندة أعظم من أودين، فقد كان فيه إله الرعد، والحرب، والعمل، والقانون، وكلت السحب السوداء حاجبيه السوداوين، وكان الرعد صوته، والبرق مطرقته يلقي بها من السماء. وكان للشعراء الشماليين معه كثير من المزاح، كما يمزح اليونان مع هيفستوس Hephaestus وهرقل، ولعلهم قد أخذوا منذ ذلك الوقت البعيد يتشككون في آلهتهم تشكك هومر في آلهته، وكانوا يتمثلونه في جميع أنواع المآزق والأعمال الشاقة المضنية، ومع هذا فقد بلغ من حب الأيسلنديين له أن واحداً من كل خمسة منهم تقريباً كان يغتصب اسمه-ثورلف Throlf، ثورولد Thorwald، ثورشتين Thorstien …
وكان بلدور Baldur بن أودين عظيماً في القصص وأقل مقاماً من أودين وثور