للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بل شمل في النهاية الفلهلا نفسها وجميع من فيها من المحاربين والأرباب، ولم يبق إلا الأمل وحده-الأمل في أن مر الوقت البطيء سوف تنشأ منه أرض جديدة، وسماء جديدة، وعدالة خير من العدالة السابقة، وآلهة أعظم من أودين وثور. ولعل هذه القصة العظيمة ترمز إلى انتصار المسيحية، وإلى الضربات الشديدة التي كالها المليكان أولاف Olafs من أجل المسيح، أو لعل شعراء الفيكنج قد أخذوا يشكون في آلهتهم ويوارونهم التراب.

تلك أساطير عجيبة لا تفوقها في جمالها وفتنتها إلا أساطير اليونان. وكانت أقدم صورة وصلت إلينا منها هي صورتها ي تلك القصائد العجيبة التي سميت خطأ باسم Edda (١) . وخلاصة قصتها أن راهباً كشف في عام ١٦٤٣ في مكتبة كبنهاجن الملكية مخطوطاً يحتوي عدداً من القصائد الأيسلندية القديمة، ووقع هذا الراهب في خطأ مزدوج فسماها إدا سيمند الحكيم The Edda of Saemund the Wise (حوالي عام ١٠٥٦ - ١٠٣٣) وهو عالم أيسلندي من رجال الدين. والباحثون الآن يجمعون على أن هذه القصائد قد كتبها في النرويج وأيسلندة، وجرينلندة كتاب غير معروفين في أوقات غير معروفة بين القرنين الثامن والثاني عشر، وأن سيمند ربما يكون قد جمعها ولكنه لم يؤلفها، وأن الإدا لم يكن اسمها. ولكن الزمن يقر الأخطاء كما يقر السرقات، ويوفق بين هذه الخطاء بأن يسمى القصائد الإدا الشعرية أو الإدا الكبرى. وهي في معظمها أغان قصصية عن الأبطال أو الآلهة الاسكنديناويين أو الألمان، وفيها نلتقي لأول مرة بسيجورد الفلسنجي Sigurd the Volsung وغيره من الأبطال


(١) وقد وردت هذه الكلمة أول ما وردت في جذاذة ترجع إلى القرن العاشر وتعد في هذه الجذاذة جدة الأم. وكان من عجائب الأيام أن أصبح معناها علم العروض النرويجي وان استعملها بهذا المعنى استري استرلسون حين كتب بهذا العنوان (١٢٢٢) رسالة عن الأساطير النرويجية ومن فن الشعر، وهذه الرسالة هي المعروفة لدينا باسم الإدا النثرية أو الصغرى.