للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الذكور والإناث والأوغاد الذين قدر لهم أن يتخذوا صورة أوضح من صورتهم هنا في الفولسنجساجا Volungasaga والنيبلنجنليد Nibelungenlied وأعظم قصائد الإدا قوة هي قصيد الفلسيا Voluspa التي تصف فيها البنية فولفا في صورة فخمة قاتمة خلق العالم، وآخرته المنتظرة ثم بعثه في آخر الأمر. وتختلف عن هذه القصيدة في الأسلوب "أغنية الواحد الأعلى" التي يصوغ فيها أودين، بعد أن يمر بمختلف الظروف ويلتقي بجميع أنواع الناس، ما تمليه عليه حكمته من الأمثال ليست كلها من الأمثال الخليقة بالآلهة:

لقد طرقت أماكن كثيرة مبكراً فوق أو ما يجب أو بعد فوات الأوان، قبل أن تعد الجعة أو بعد أن استنفدها الشاربون (٦٧) … خير أنواع السكر هو الذي يستعيد كل إنسان بعده قواه العقلية (٦٨). يجب ألا يثق الإنسان بأقوال فتاة ولا بأقوال امرأة، لا الخطيئة قد غرست في صدورهن (٦٩)؛ … هذا ما حدث لي حين حاولت إغواء تلك الغادة الفطنة؛ … ولم أكسب من هذه الغادة شيئاً (٧٠) … النهار يمدح في المساء، والسيف بعد أن يجرب، والمرأة بعد أن تحرق جثتها (٧١) … كثيراً ما يعاقب الإنسان على الألفاظ التي يتحدث بها إلى غيره (٧٢) … واللسان هو سم الرأس (٧٣). تجنب النزاع مع من هو شر منك ولو اقتصر نزاعك معه على ثلاثة ألفاظ، وكثيراً ما يستسلم خير الرجلين إذا ما ضر به شرهما (٧٤) … يجب أن يكون الإنسان حكيماً في اعتدال وألا يسرف في الحكمة … لا تدع إنساناً يعرف مصيره قبل حلوله، لأن عقله يأمن بذلك من المشاغل … إن ذا العقل قلّما يبتهج قلبه (١) خير البيوت بيتك ولو كان صغيراً (٧٧) … وخير المناظر منظر مصطلى الإنسان ومنظر الشمس (٧٨).

وأكبر الظن أن قصائد الإدا الكبرى قد ظلت يتناقلها الناس شفوياً حتى


(١) شبيه بهذا المعنى قول الشاعر العربي: ذو العقل يشق في النعيم بعقله، وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم (المترجم)