يحب الصوم … (١٤) وأن يعين الفقراء … (١٥) وأن يكسو العرايا … (١٦) وأن يزور المرضى … (٣٠) وألا يتسبب في الأذى وأن يصبر عليه … (٣١) وأن يحب أعدائه … (٣٣) وألا يكون مولعاً بكثرة الكلام … (٦١) وألا يرغب في أن يسمى قديساً … ولكن عليه أن يكون من القديسين … (٧١) وإذا اختلف مع أحد فعليه أن يصافيه قبل أن تغرب الشمس … (٧٢) وألا يقنط من رحمة الله (٧) …
وكان دير البندكتيين ملجأ يواسي المنكوبين في عصور الحرب والفوضى، والشك والتجوال، يلجأ إليه الفلاحون المعدومون أو المنكوبون، والطلاب الذين يتوقعون إلى مأوى هادئ، والرجال المتعبون من نزاع العالم وضجيجه، ويقول لهم:"تخلوا عن كبريائكم وحريتكم، تجدوا هنا الأمن والسلام". فلا عجب والحالة هذه إذا نشأت مائة دير مثله للبندكتيين في جميع أنحاء أوربا، كل منها مستقل عن غيره من الأديرة، لا يخضع إلا للبابا وحده، وهي بمثابة جزائر شيوعية في بحر الفردية عجاج. وكانت القواعد والنظم البندكتية من أثبت وأبقى ما ابتدعته العقول في العصور الوسطى، وكان دير كسينو نفسه رمزاً لهذا البقاء، فقد نهبه اللمبارد الهمج في عام ٥٨٩؛ فلما انسحب اللمبارد عاد إليه الرهبان، ثم دمره المسلمون في عام ٨٨٤؛ فأعاد الرهبان بناءه؛ ونهبه الجنود الفرنسيون في عام ١٧٩٩، وهدمته قنابل الحرب العالمية الثانية وقذائفها، حتى سوته بالأرض في عام ١٩٤٤. وهاهو ذا اليوم (١٩٤٨) يعيد بناءه مرة أخرى رهبان القديس بندكت بأيديهم، فهو كالشجرة الطيبة إذا قطعت نمت وازدهرت من جديد.