للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحول البيت، وينسخ المخطوطات … ولم يكن الرهبان يأكلون شيئاً حتى منتصف النهار، وفي أيام الصوم الكبير لا يأكلون إلا حين تغرب الشمس، وكانوا في الفترة الواقعة بين منتصف سبتمبر وعيد الفصح يقتصرون على وجبة واحدة في اليوم، وفي أشهر الصيف تباح لهم وجبتان لأن النهار وقتئذ طويل. وكان النبيذ مباحاً أما لحم كل حيوان ذي أربع فكان محرماً عليهم. وكانت أوقات العمل أنوم تقطعها دعوة إلى الصلاة الجماعية. وتأثر بندكت بالمثل الشرقية فقسم اليوم إلى "ساعات كنسية"-أي ساعات للصلوات كما قررها قانون الكنيسة أو قررتها قواعدها. فكان على الرهبان أن يستيقظوا في الساعة الثانية صباحاً، ويذهبوا إلى المعبد القائم في الدير، ويرتلوا، أو ينشدوا "تسبيحة الليل" وهي قراءة من الكتاب المقدس، وأدعية، ومزامير، فإذا طلع الفجر اجتمعوا "لصلاة السحر" أو "تسبيحة الصباح". وفي الساعة السادسة يجتمعون للصلاة القائمة-صلاة الساعة الأولى، وفي التاسعة يجتمعون للصلاة الثالثة، وفي منتصف النهار يصلون الصلاة "السادسة"، وفي الساعة الثالثة يجتمعون للصلاة التاسعة؛ وفي الغروب يصلون صلاة المساء؛ وقبل الذهاب إلى الفراش يصلون صلاة النوم وهي الصلاة الختامية، وكان وقت النوم هو بداية الليل، وكان الرهبان يستغنون عن الضوء الاصطناعي وينامون بملابسهم العادية وقلّما كانوا يستحمون (٦).

وأضاف بندكت إلى هذه الأنظمة الصريحة بعض الإرشادات العامة التي يتبعها الرجل الكامل المسيحية.

١ - يجب أولاً أن يحب الإنسان الله بكامل قلبه، وكامل روحه، وكامل قوته. ٢ - وعليه أن يحب جاره كما يحب نفسه (٣) وعليه ألا يقتل .... وألا يزني … أو يسرق … أو يطمع … أو يشهد زوراً … (٨) وعليه أن يعظم الناس جميعاً .... (١١) وأن يهر جسمه .... (١٣) وأن