شلبريك Chilperic هذه الهبات ألغى جنثرام Gunthram أمر التحريم بعد قليل. وكان من سخريات التاريخ أن رجال الدين في غالة كانوا كلهم تقريباً من العنصر الغالي الروماني، وبهذا كان الفرنجة الذين اعتنقوا الدين المسيحي يخرون سجداً تحت أقدام من فتحوا هم بلادهم ويردون إليهم بالهبات ما نهبوه منهم من الحروب (٢٨). وكان رجال الدين أعظم العناصر قدرة في غالة، وأحسنهم تعليماً، وأقلهم فساداً في الأخلاق. وكادت معرفة القراءة والكتابة أن تكون محصورة فيهم وحدهم، وكانت الكثرة الغالبة منهم تجد صادقة مخلصة في تعليم الشعب الذي كان يعاني الأمرين من شره كبرائه وملوكه، وفي تقييم أخلاقه، وإن كانت من بينهم أقلية صغيرة انغمست في الرذيلة. وكان للأساقفة القسط الأكبر من السلطة الزمنية والدينية في أبرشياتهم، وكانت محاكمهم الملجأ المفضل للمتقاضين في الشئون الدينية وغير الدينية أيضاً. وكانوا أينما وجدوا يبسطون حمايتهم على اليتامى، والأرامل، والمعدمين، والأرقاء؛ وكانت الكنائس تنشئ المستشفيات في كثير من الأبرشيات، ومنها hotel de Dieu-" نزل الله"-الذي افتتح في باريس عام ٦٥١. وقد اشتهر سان جرمان St. Germain، أسقف باريس في النصف الثاني من القرن السادس في جميع أنحاء أوربا بما بذله من الجهود في جمع الأموال-وإنفاق ماله الخاص-لتحرير العبيد. وقوى سيدونيوس أسقف مينز جسور الرين. وهذب فليكس أسقف نانت مجرى اللوار، وأنشأ ديدييه Didier أسقف كاهور Cahor قنوات لنقل مياه الشرب، وكان سان أجوبار St. Agobard (٧٧٩ - ٨٤٠) كبير أساقفة لبون نموذجاً صالحين في الدين، وعدواً لدوداً للخرافات، حرم المحاكمة بالمبارزة أو التحكيم الإلهي، كما حرم عبادة الصور، وتفسير الزوابع على أنها من أعمال السحر، وكشف عما في محاكمة الساحرات من أخطاء فكان بهذا "أكثر رؤوس ذلك الوقت صفاء"(٢٩). وكان هنكمار الأرستقراطي كبير أساقفة ريمس (٨٤٥ - ٨٨٢) رئيساً لنحو