الإجلال من رجال الدين الألمان الذين كانوا يفخرون بوجود بابا ألماني ثم انتقل ليو إلى فرنسا ورأس محكمة في ريمس، وأخذ يفحص عن أخلاق رجال الدين وغير رجال الدين، وعن المناصب الكنسية، وانتهاب أملاك الكنيسة، وتحلل رهبان الأديرة من قوانينها، وانتشار الزندقة في البلاد. وأمر كل من حضر المحكمة من الأساقفة أن يعترف بخطاياه، فأخذ كل منهم، واحداً بعد واحد، ومنهم رؤساء الأساقفة أنفسهم، يتهم نفسه. وأنبهم ليو أشد التأنيب، وأعفاهم من مناصبهم، وعفا عن بعضهم، وحرم أربعة من حظيرة الدين، واستدعى غيرهم إلى روما ليكفروا علناً عن سيئاتهم. وأمر رجال الدين أن يخرجوا زوجاتهم وسراريهم، وأن يمتنعوا عن استعمال الأسلحة. ثم أصدر مجلس روما فضلاً عن هذا قراراً يقضي بأن يختار رجال الدين وعامة الشعب الأساقفة ورؤساء الأديرة، وحرم بيع المناصب الكهنوتية، ونهى رجال الدين عن أخذ الأجور نظير تقديم القرابين، أو عيادة المرضى، أو دفن الموتى. وأجرى مجلس عقد في مينز (١٠٤٩) بإلحاح ليو، إصلاحات شبيهة بهذه الإصلاحات في ألمانيا. وعاد ليو إلى إيطاليا في عام ١٠٥٠ ورأس مجلس فرشلي Vercelli وحرم فيه آراء برنير التوري Beregner of Tours الخارجة على الدين.
ورد ليو بزيارته الطويلة الشاقة إلى شمالي أوربا ما كان للبابوية من هيبة ومنزلة سامية، وأعاد الإمبراطور الألماني رئيساً للكنيسة الألمانية كما كان من قبل، وأرغم الأسقفيات الفرنسية والأسبانية على الاعتراف بسلطان البابا عليها، وخطا بعض الخطوات في سبيل تطهير الكنيسة من الرشا والدعارة. ثم قام بحملات أخرى في ألمانيا وفرنسا في عامي ١٠٥١، ١٠٥٢، ورأس جمعية كنيسة عظيمة في ورمز وأخرى في مانتو Mantua؛ ولما عاد آخر الأمر إلى روما اضطلع بذلك الواجب البغيض، واجب حماية الولايات البابوية بقوة السلاح. ذلك أن الإمبراطور هنري الثالث كان قد وهبه دوقية بنفنتو؛ ولكن بندلف Pandulf