الأصغر منها. ولما أن ازداد النقل البحري أمناً ورخصاً، اضمحلت التجارة البرية، وحلت بروج محل المدن ذات المواسم التجارية، فأضحت السوق التي تلتقي فيها التجارة الأوربية؛ فكانت حركة النقل الثقيل على أنهار الموز Meuse، والشلد Scheldt والرين تحمل إلى بروج بضائع ألمانيا الغربية وفرنسا الشرقية لتصدر منهما إلى الروسيا، واسكنديناوة، وإنجلترا، وأسبانيا. وانتعشت بلدان أخرى بفضل هذه التجارة النهرية نذكر منها فلنسين Valencienne، وكمبريه Cambrai، وثورنيه Tonrai، وغنت Gnent، وأنتورب (أنفرس) Antwerp الواقعة على نهر الشلد؛ ودينان Dinant، وليبج Liege، ومسترخت Maestricht على نهر الموز.
وكانت بروج أشهر مدائن القسم الغربي من العصبة الهانسية، وكان منشأ هذه العصبة وأمثالها أن المدائن التجارية في أوربا الشمالية ألفت من بينها في القرن الثاني عشر أحلافاً مختلفة سماها الألمان هانسات Hanses أي اتحادات أو نقابات، تهدف إلى تشيع التعاون الدولي ضد المنافسة الخارجية، وإقامة هيئات متجانسة من التجار البعدين عن أوطانهم، وحماية أنفسهم من القراصنة، وقطاع الطرق، وتقلب العملة، والمدينين المماطلين، وجباة الضرائب، والمكوس الإقطاعية.
وكونت لند، وبروج، وإيبر، وترواي، وعشرون مدينة أخرى "اتحاد لندن"؛ وانضمت لوبك، التي أسست في عام ١١٥٨ لتكون مرقباً خارجياً للحرب والتجارة الألمانيتين مع اسكنديناوة، إلى هامبرج (١٢١٠)، وبروج (١٢٥٢)(١) في اتحاد مشابه لهذا، انضمت إليه فيما بعد دانزج، وبرمن، ونفجورود، ودوربات Dorpat، ومجدبرج، وثورن Thorn، وبرلين، وفزبي Visby، واستوكهولم، وبرجن Bergen، ولندن؛
(١) ربما كان هذا التاريخ هو بداية العصبة الهانسية، وإن كان هذا الاسم لم يطلق عليه إلا في عام ١٣٧٠.