فيما يفرض عليهم من مال "الفداء". وكانت كلمة جلد gild الإنجليسكسونية (التي اشتقت منها كلمة guild أي النقابة الطائفية في العصور الوسطى وهي قريبة في أصلها من كلمة geld الألمانية وكلمتي gold و yield الإنجليزيتين) تعني في أول الأمر الاشتراك في مال عام، ثم أصبحت تعني فيما بعد الاشتراك في الجماعة التي تشرف على هذا المال. ووردت أقدم إشارة إلى النقابات الطائفية الإنجليزية في عام ١٠٩٣، ولم يحل القرن الثالث عشر حتى كان لكل مدينة مهمة في إنجلترا تقريباً نقابة طائفية أو أكثر من نقابة، وحتى كان نوع من "الاشتراكية النقابية" البلدية يسيطر على أحوال الناس في إنجلترا وألمانيا.
وكانت نقابات القرن الحادي عشر الطائفية جميعها تقريباً نقابات للتجار، ولم تكن تضم إلا التجار المستقلين ورؤساء العمال، وكانت تحرم من الانضمام إليها جميع من يعتمدون على غيرهم، وكانت هيئات تعمل صراحة لفرض قيود على التجارة، فكانت عادة تحمل المدن التي توجد فيها على أن تمنع بالضرائب الجمركية الحامية المرتفعة أو بغيرها من الوسائل دخول السلع التي تنافس ما تصنعه هي؛ وإذا ما سمح لهذه البضائع الأجنبية بدخول المدينة بيعت بأثمان تحددها النقابة التي تؤثر دخولها في بضائعها هي. وكثيراً ما كانت إحدى نقابات التجار الطائفية تحصل من المقاطعة أو الملك على ترخيص باحتكار سلعة أو سلع في الإقليم الذي تعمل فيه أو الدولة كلها. مثال ذلك أن الشركة الباريسية للنقل التجاري المائي كادت تملك نهر السين كله. وكانت النقابة الطائفية ترغم الصناع عادة بأوامر تصدرها المدينة أو بالضغط الاقتصادي على ألا تعمل معها أو برضاها وألا تبيع ما تنتجه إلا للنقابة أو عن طريقها.
وأصبحت أكبر هذه النقابات على مر الزمن هيئات متحدة قوية، تتجر في أنواع مختلفة من البضائع، وتشتري المواد الغفل جملة، وتؤمن التجارة من الخسائر، وتنظم توريد الطعام لمدنها ونقل فضلاتها، وترصف الشوارع، وتنشئ