للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطرق والأحواض وتعمق المرافئ، وتؤمن الطرق الرئيسية بتعيين الشرطة فيها، وتشرف على الأسواق، وتنظيم الأجور، وساعات العمل وظروفه، وشروط التمرن على الصناعات، وطرق الإنتاج والبيع، وأثمان المواد الخام والمصنوعات (٨٧). وكانت تحدد للسلع أربع مرات أو خمس مرات في كل عام "ثمناً عادلاً" تراه حافزاً قوياً للإنتاج ومجزياً لجميع المهتمين بها. وكانت تزن وتختبر وتعد جميع ما يشتري ويباع من الحاصلات المتصلة بحرفتها وفي الدائرة التي تعمل فيها، وتبذل كل ما في وسعها لتمنع البضائع المغشوشة أو المنحطة من دخول السوق (٨٨). وكانت النقابات تتحد لمقاومة اللصوص، وسادة الإقطاع، والمكوس، والعمال المشاكسين، والحكومات التي تفرض الضرائب الفادحة. وكان لها شأن كبير في السياسة، وكانت تسيطر على كثير من المجالس البلدية، وكثيراً ما أمدت الأقاليم بتأييد قوى في كفاحها ضد الأشراف والأساقفة والملوك، ثم تطورت هي آخر الأمر فأصبحت هيئة ألجركية من التجار والماليين.

وكان لكل نقابة طائفية في العادة غرفتها الخاصة، وكان بعض هذه الغرف في العصور الوسطى صروحاً مزخرفة أحسن زخرف. وكان لها طائفة من الموظفين الكبار، ومسجلين، وخزنة للأموال، ومأمورين، وشرطة … وكانت لها محاكمها الخاصة يحاكم فيها أعضاؤها، وكانت تحتم على أعضائها أن يعرضوا منازعاتهم على محكمة النقابة الطائفية قبل أن يلجئوا إلى قانون الدولة. وكانت تفرض على أعضائها أن يمدوا بالمعونة زملائهم النقابيين في حالات المرض والكوارث، وأن تنقذهم أو تفتديهم إذا هوجموا أو سجنوا (٨٩). وكانت تشرف على أخلاق أعضائها وآدابهم، وثيابهم، وتفرض عقوبة على كل من يحضر اجتماعاتها بغير جورب. وحدث أن اشتبك عضوان من نقابة التجار في ليستر Leicester في تلاكم في سوق بسطن Boston فما كان من زملائهما إلا أن فرضوا عليهما غرامة قدرها برميل من الجعة، يشربه أعضاء النقابة (٩٠). وكان لكل نقابة