والصوامع القائمة في إنجلترا، ونومندي، وأنجو، وأكتين، والمنتسبة إلى دير بنتني إذا استمر هذا الدير على إيواء بكت. وتوسل الرئيس المرتاع إلى بكت أن يغادر الدير، وعاش الرجل المتمرد المريض من الصدقات في نزل قذر ببلدة سان Sens. وأغرى لويس السابع ملك فرنسا البابا اسكندر الثالث، فأمر هنري أن يعيد كبير الأساقفة إلى كرسيه، وأنذره إذا رفض بأنه سيحرم إقامة جميع الصلوات والخدمات الدينية. والأقاليم الخاضعة لحكم إنجلترا (١١٦٩). فاضطر هنري إلى الخضوع، وجاء إلى أفرانش Avranches، والتقى ببكت، ووعده بأن يصلح كل ما يشكو منه، وأمسك بركاب كبير الأساقفة المنتصر وهو يهم بالركوب عائداً إلى إنجلترا (١١٦٩). فلما عاد تومس إلى كنتربري كرر قرار الحرمان على الأساقفة الذين قاوموه. فذهب بعضهم إلى هنري في نومندي وأثاروا غضبه، ولعلهم بالغوا في وصف مسلك بكن. فصاح هنري قائلاً:"عجباً! … أيجرؤ رجل يُطعم خبزي … على أن يهين الملك والمملكة جميعها، ولا يأخذ بحقي واحد من أولئك الخدم الكسالى الذين يُطعمون على مائدتي فيغسل تلك الإهانة؟ ". وذهب إلى إنجلترا أربعة من الفرسان الذين سمعوه، من غير علم الملك على ما يظهر؛ ووجدوا كبير الأساقفة عند مذبح كنيسة كنتربري في يوم ٣٠ من ديسمبر سنة ١١٧٠، فقطعوا جسمه بسيوفهم وهو واقف في مكانه.
وروعت المسيحية كلها وثار ثائرها على هنري ودمغته من تلقاء نفسها بطابع الحرمان العام. فاعتزل الملك العالم في حجرته ثلاثة أيام لا يذوق فيها الطعام؛ أصدر بعدها أمره بالقبض على القتلة، وبعث بالرسل إلى البابا يعلنون براءته من الجريمة، ووعد بأن يكفر عن ذنبه بالطريقة التي يرتضيها الإسكندر. ثم ألغي دستور كلارندن، ورد إلى الكنيسة جميع مالها في بلاده من حقوق وأملاك. وقام الناس في هذه الأثناء يقدسون بكت ويعلنون أن معجزات كثيرة حدثت عند قبره، وأعلنت الكنيسة قداسته رسمياً (١١٧٢)، وسرعان ما أخذت الآلاف