حفراً يخفونها عن الأعين، فلما هجم عليه الإنجليز سقط الكثيرون منهم في هذه الحفر، وهلك الجيش الإنجليزي حتى لم يكد يبقى منه أحد. واشتبك الأوصياء على إدوارد الثالث في حرب مع فرنسا في عام ١٣٢٨، ووقعوا معاهدة نورثمبتون Northampton، وتحررت اسكتلندة مرة أخرى.
وقام في هذه الأثناء نزاع آخر في ويلز أسفر عن نتيجة تختلف عن النتيجة السابقة. ذلك أن وليم الأول طالب بالسيادة عليها بوصف كونها جزءاً من مملكة هرولد Harold المنهزم. ولم يتسع له الوقت لضمها إلى فتوحه، ولكنه أقام على حدودها الشرقية ثلاث مقاطعات على رأس كل منها إيرل Earl، وشجع رؤساء هذه المقاطعات على أن يوسعوا حدودها في ويلز. وكان القراصنة النورمان يجتاحون وقتئذ ويلز الجنوبية، وهم الذين تركوا فتز Fitz (أي ابن) في بعض أسماء أهل تلك البلاد. ثم أخضع كدرجان آب بلدين Cadwgan ap Blepyn أولئك النورمان في عام ١٠٩٤؛ وهزم أهل ويلزا الإنجليز عند كروين Corwen في عام ١١٦٥؛ وشغل هنري الثاني بالنزاع مع بكت، فاعترف باستقلال ويلز الجنوبية تحت حكم مليكها المستنير رايس آب جرفيد Rhys ap Graffyn، (١١٧١) ، وبسط لويلين الأكبر Llywelyn the Great حكمه على جميع البلاد بفضل مقدرته العظيمة في الحرب والسياسة؛ ثم تنازع أبناؤه فيما بينهم وأشاعوا الاضطراب في أنحاء البلاد، ولكن حفيده لويلين آب جرفيد (المتوفى عام ١٢٨٢) رد إلى البلاد وحدتها، وعقد الصلح مع هنري الثالث، وأنشأ لنفسه لقب أمير ويلز. وعقد إدوارد الأول عزمه على أن يضم ويلز واسكتلندة إلى إنجلترا، فغزا ويلز بجيش ضخم وعمارة بحرية قوية (١٢٨٢)؛ وقُتِل لويلين حين التقى مصادفة بقوة صغيرة على الحدود، وقبض إدوارد على أخيه دافد، وعلق رأسه بعد أن فصل عن جسمه هو ورأس لويلين من برج لندن، وتركهما حتى نحلت شعرهما الشمس والرياح والأمطار. وأضحت ويلز جزءاً من إنجلترا (١٢٨٤)،