الهولندي حياته الفذة العجيبة في الأديرة، وكان يشمل النحت، وصناعة الخزف، والتصوير، وتزيين الكتب.
وكانت دوقية برابانت تقوم إلى جنوب هولندة، وكانت تشمل وقتئذ مدائن أنفرس Antwerp، وبركسل ولوفن Louvain. أما لييج فكان يحكمها أساقفتها حكماً مستقلاً، وكانوا يتركون لها قسطاً كبيراً من الحكم الذاتي؛ وكان إلى جنوب برابانت مقاطعات هينولت، ونامور Namur، ولمبرج Limburg، ولكسمبرج؛ ثم دوقية لورين ومدائنها تريير Trier، ونانسي Nancy، ومتز؛ ثم عدة إمارات أخرى خاضعة خضوعاً اسمياً لإمبراطور ألمانيا، ولكنها كانت متروكة في الأغلب الأعم لأشرافها الحكام. وكان لكل من هذه الأقاليم تاريخه الحافل بأحداث السياسة، والحب، والحرب؛ فلنودعها ولننتقل إلى غيرها. وكان في جنوبها وغربها إقليم برغندية التي تكون الآن الجزء الشرقي من وسط فرنسا؛ وكانت حدودها تتبدل على الدوام تبدلاً لا يشجعنا على تعيينها، أما أحداثها السياسية فإنها تتبدل على الدوام تبدلاً لا يشجعنا على تعيينها، أما أحداثها السياسية فإنها كفيلة بأن تملأ مجلدات ضخمة عديمة الفائدة. وحسبنا أن نقول عنها إن رودلف الأول جعلها مملكة مستقلة في عام ٨٨٨؛ وإن رودلف الثالث أوصى في عام ١٠٣٢ بضمها إلى ألمانيا. ولكن جزءاً منها ضم فرنسا في هذا العالم نفسه وأصبح دوقية تابعة لها. وكان أدواق برغندية، كما كان ملوكها السابقون يحكمونها، حكماً يدل على الحكمة والذكاء، وكانت الكثرة الغالبة منهم تحرص على السلم. ويقع أزهى عصورهم في القرن الخامس عشر.
وكانت سويسرا في العصور القديمة موطن عدد من القبائل المختلفة- الهلفيتي Helvetii، والرئيتي Raeti، والليبنتي Lepouti- وهم خليط من الأصول الكلتية، والتيوتونية، والإيطالية. واحتلت قبائل الألماني Alemani الهضبة الشمالية وصبغتها بالصبغة الألمانية؛ ثم قسمت البلاد بعد انهيار الدولة