للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكارولنجية إلى إقطاعيات خضعت للدولة الرومانية المقدسة. غير أن استعباد سكان الجبال من أشق الأعمال، ولذلك فإن أهل سويسرا سرعان ما حرروا أنفسهم من الاسترقاق الإقطاعي وإن ظلوا يؤدون بعض الالتزامات الإقطاعية. وكان أهل القرى المجتمعون في جمعيات ديمقراطية يختارون موظفيهم، ويحكمون أنفسهم بمقتضى الشرائع الألمانية القديمة شرائع الألماني Alemanni والبرغنديين. وألف الفلاحون المجاورون لبحيرة لوسرن Lucerne " مقاطعات غابية" (Waldst?lte) للدفاع المتبادل- وهذه المدن هي: أوري Uri، وندولدن Nidewalden، وشويز Schwyz. ومن هذه المدينة الأخيرة اشتق اسم دولة سويسرا. وكان الأهلون الأشداء سكان المدن التي نشأت عند ممرات الألب- جنيف، وكنستانس، وفريبورج، وبيرن، وبازل- ينتخبون موظفيهم، وينفذون قوانينهم الخاصة بهم، ولم يكن سادتهم الإقطاعيون يعترضون على هذا الأسلوب من الحكم، ما دامت الضرائب الإقطاعية الأساسية تؤدي لهم.

غير أن كونتات آل هبسبرج الذين كانوا يسيطرون على الأقاليم الشمالية منذ عام ١١٧٣ لم يكونوا يسيرون على هذه القاعدة، ولما أن حاولوا فرض الالتزامات الإقطاعية بأشد ضروب القسوة، أغضبوا أهل شويز، فألفت الثلاث المقاطعات الغابية في عام ١٢٩١ "حلفاً أبدياً" وأقسم أهلها أن يتعاونوا على صد الغارات الأجنبية، والقضاء على الفتن الداخلية، وأن يفضوا كل منازعاتهم بالتحكيم، وألا يعترفوا بقاض يُنصب عليهم إذا كان من غير أهل واديهم، أو كان قد ابتاع منصبه. وسرعان ما انضمت مدائن لوسرن، وزيورخ، وكنستانس إلى هذه الجامعة. وسير أدواق هبسبرج في عام ١٣١٥ جيشين على سويسرا ليرغموا أهلها على أداء جميع الالتزامات الإقطاعية، ولكن مشاة شويز وأوري المسلحين بالرماح ذات البلط في رؤوسها هزموا الفرسان النمساويين في