مملكته قوة دولية كبرى، ولم تعد رقعة من الأرض ممتدة على ضفتي نهر السين. ولم يسكت جون ملك إنجلترا على ما أصابه من ضياع ملكه، فأقنع أتو الرابع إمبراطور ألمانيا، وكونتي بولوني وفلاندرز أن ينضما إليه في الوقوف في وجه هذا التوسع الفرنسي، واتفقوا على أن يهاجم جون فرنسا من أكتين (وكانت لا تزال ملكاً لإنجلترا) وأن يهاجما حلفاؤه من الشمال الشرقي. ولم يوزع فليب قوته لملاقاة هذه الهجمات المتفرقة، بل سار رأس جيشه الرئيسي لقتال حلفاء جون، وهزمه عند بوفين، بالقرب من ليل Lille (١٢١٤) . وأسفرت هذه المعركة عن كثير من النتائج الهامة، أسفرت عن خلع أوتو، وتولى فردريك الثاني عرش ألمانيا، وقضت زعامة ألمانيا للقارة الأوربية، وعجلت اضمحلال الدولة الرومانية الشرقية، وأخضعت كونت فلاندرز وخلفاؤه لطاعة ملوك فرنسا، وضمت أمين، ودويه، وليل، وسان كنتن إلى أملاك التاج الفرنسي، ووسعت رقعة فرنسا الشمالية الشرقية بالفعل حتى وصلت إلى نهر الرين، وتركت جون عديم الحول والطول أمام باروناته، وأرغمته على توقيع العهد الأعظم، وأضعفت الملكية وقوت الإقطاع في إنجلترا وألمانيا، على حين أنها قوت الملكية وأضعفت الإقطاع في فرنسا، ويسرت قيام حكومات المدن المحلية والطبقات الوسطى التي عاونت فليب أعظم معاونة في السلم والحرب.
ولما أن ضاعف فليب أملاكه ثلاثة أضعاف ما كانت عليه من قل شرع يحكمها طابعه المهارة والإخلاص. وقضي الرجل نصف وقته في نزاع مع الكنيسة واستبدل برجال الدين في مجلسه وفي الوظائف الإدارية رجالاً من طبقة المحامين الناشئة. ومنح كثيراً من المدن عهوداً بالحكم الذاتي، وشجع التجارة بما مح من التجار من امتيازات، وحمى اليهود تارة، ونهبهم تارة أخرى، وملأ خزائنه بالمال بأن استبدل بالخدمات الإقطاعية إتاوت نقدية، وزاد إيراد الملك من ٦٠٠ جنيه فرنسي إلى ١٢٠٠ (نحو ٢٤٠. ٠٠٠ ريال أمريكي) في اليوم