الشريعة الإقطاعية، وانتصر على أعدائه بسياسته الحصيفة، وحطم في نهاية الأمر سلطان البابوية، وجعل البابا في الواقع سجيناً في فرنسا. وحاول أن يفصل جوين Guienne عن إنجلترا، ولكنه وجد إدوارد الأول قوياً لا يُغلب، وحصل على شمبانيا Champagne، وبري Brie، وتبرة بطريق الزواج، وابتاع بالمال شارتر، وفرانش كمتيه Franch- Comte، وإقليم ليون وجزءاً من اللورين.
وكان دائم الحاجة إلى المال، ولهذا وجه نصف ذكائه ونصف وقته إلى اختراع الضرائب وجمع الأموال، واستبدل المال بالقروض الإقطاعية الواجب أداؤها للتاج؛ وكم من مرة خفض قيمة النقد، وأصر على أن تؤدي الضرائب سبائك أو بالنقد الصحيح القيمة، ونفي اليهود واللمبارد وقضي على فرسان المعبد ليصادر أملاكهم، وحرم إصدار المعادن النفيسة من بلاده، وفرض رسوماً باهظة على الصادرات والواردات، والمبيعات، وضريبة حربية مقدارها بنس على كل جنيه فرنسي في ثروة الأفراد في فرنسا. ثم فرض أخيراً ضريبة على الكنيسة دون أن يستشير البابا، وكانت الكنيسة وقتئذ تمتلك ربع أرض فرنسا. وسنروي قصة هذا الصراع عند الكلام على بنيفاس الثامن. ولما مات البابا الطاعن في السن بعد أن حطمه الكفاح، استخدم فيليب ماله وأعوانه في اختيار رجل فرنسي لقب كلمنت الخامس في مكانه، كما استطاع أن ينقل مقر إلى أفنيون، وهكذا انتصر فيليب على البابوية انتصاراً لم يظفر به من قبل على الكنيسة رجل من غير أهلها، وأصبح رجال القانون في فرنسا من هذا الوقت هم الذين يحكمون رجال الدين.
وتنبأ الرئيس الأكبر لفرسان المعبد وهو سائر إلى الخشبة التي يشد عليها من يراد إحراقهم بأن فليب سيتبعه في خلال عام واحد. وقد صدقت النبوءة، ولم يمت فليب وحده في عام ١٣١٤ بل مات فيها كلمنت أيضاً- ولم يكن الملك