بكل ما روثه عن أبيه من شجاعة وتهور، وعن أمه من روح عالية وصلابة، وهزمهم في أوتريك Outrique (١١٣٩) ، ونادى بنفسه ملكاً على البرتغال. وأقنع رجال الدين الملكين بأن يعرضا الأمر على البابا إنوسنت الثالث، فكان حكمه لصالح قشتالة، فما كان من أفنسو هنريك إلا أن نقض هذا الحكم بأن عرض مملكته الجديدة على البابا إقطاعياً له. وقبل إسكندر الثالث هذا العرض واعترف به ملكاً على البرتغال (١١٤٣) على شريطة أن تؤدي جزية سنوية إلى كرسي روما (٩٤). وواصل أفنسو هنريك حروبه مع المسلمين، واستولى على سنتريمة Santarem ولشبونة، ومد رقعة مملكته إلى نهر التاجه Tagus. ووصلت البرتغال في عهد أفنسو الثالث (١٢٤٨ - ١٢٧٩) إلى حدودها الأرضية التي لها في الوقت الحاضر، وأصبحت لشبونة ثغرها وعاصمتها لموقعها الحربي على مصب نهر التاجه (١٢٦٣). وتقول إحدى الأساطير القديمة إن يولسيز- أوديسيوس Ulysses- Odysseus، هو الذي أنشأ المدينة وسماها باسمها القديم يولسبو Ulissipo الذي حرفه الناس فيما بعد بإهمالهم فكان أولسبو Olisipo أو لشبونة Lisbon.
ونغصت سني أفنسو الثاني الأخيرة الحربُ الأهلية التي شبت نارها بينه وبين ابنه دنيز Dinilz الذي كان يأخذه العجب من أن والده قد طال عمره أكثر مما يجب. وانتقل دنيز من هذه البداية المربية إلى حكم صالح طويل (١٢٧٩ - ١٣٢٥) عقد فيه الصلح بين ليون وقشتالة بحلف بينهما سببه الزواج، وامتنع النزاع بينه وبين وارث آخر للعرش بفضل توسط إزبل Isabel، زوجة دنيز الصالحة، وترك دنيز مجد الحروب ووجه جهوده إلى إصلاح حال بلاده من الناحيتين الثقافية والاقتصادية، فأنشأ مدارس زراعية وعلم الأهلين طرقاً للزراعة خيراً من الطرق التي كانوا يجرون عليها، وغرس الأشجار لتمنع تعرية التربة، وشجع التجارة، وأنشأ السفن والمدن، ونظم للبرتغال أسطولاً حربياً، وعقد