عن القروض دون أن يكون لهم وازع من دين أو ضمير- وما أشبههم بفلكو بوتناري Folco Potinari متبني بيتريس Beatrice في ملهاة دانتي (٥٦). وكانوا يقومون بأعمالهم في إقليم واسع الرقعة، فنحن نجد مصرفين فلورنسيين- مصرف برونلسشي Brunelleschi ومصرف ميديشي Medici يسيطران على الأعمال المالية في نيمر Nimes" وأمدييت فرانزيسي Franzesi الفلورنسي فليب الرابع بما يحتاجه من المال لحروبه ودسائسه، وظل الماليون الإيطاليون من بداية حكمه يسيطرون على الشؤون المالية الفرنسية حتى القرن السابع عشر. كذلك استدان إدوارد الأول ملك إنجلترا ٢٠٠. ٠٠٠ فلورين ذهبي (٢. ١٦٠. ٠٠٠ ريال أمريكي) من بيت فرسكوبلدي Frescobaldi الفلورنسي عام ١٢٩٥. وكانت هذه القروض معرضة للخطر، كما كانت تخضع الحياة الاقتصادية في فلورنس إلى الحوادث النائية التي ليست لها في ظاهر الأمر أية صلة بها. وعقدت عدة صفقات استثمار سياسية، وعجزت بعض الحكومات عن الوفاء بالتزاماتها المالية، ثم سقط بنيفاس الثامن وانتقل مقر البابوية إلى أفنيون (١٣٠٧) فأدى هذا إلى إفلاس عدد من المصارف في إيطاليا والى حلول كساد عام وحرب عوان بين الطبقات.
وكانت ثلاث طبقات تقتسم الحياة المدنية غير الدينية في فلورنس: "الشعب الصغير popolo minuto- ويشمل أصحاب الحوانيت، والشعب السمين popolo grasso ويشمل أصحاب الأعمال ورجال الصناعة والتجارة، والعظماء grandi أي النبلاء. وكان الصناع يؤلفون النقابات ويستغلهم في الأعمال السياسية أصحاب الأعمال والتجار ورجال المال الذين يملئون النقابات الطائفية الكبرى. وكان "الشعب الصغير" و"الشعب السمين" يأتلفان وقتاً ما للوقوف في وجه الأعيان في التنافس القائم للسيطرة على الحكومة. وكان هؤلاء الأعيان يطالبون لأنفسهم بمكوس إقطاعية من المدينة، وقد أيدوا في أول الأمر الأباطرة ثم أيدوا البابوات ضد حركات المدينة. ونظمت هاتان الطبقتان