للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجلف مرة أخرى، وظلت فلورنس بعد فرارهم ست سنين يحكمها مندوبون عن مانفرد. فلما خسرت الإمبراطورية قضيتها في عام ١٢٦٨ عادت السلطة مرة أخرى إلى أيدي الجلف الخاضعين خضوعاً اسمياً لشارل دوق أنجو. وأرادوا أن يقيدوا سلطان البودستا المعين من قبل شارل فأقاموا إلى جانبه هيئة مؤلفة من اثني عشر من الأنزياني anziani (أي "الأقدمين" أو الكبراء) ليسدوا النصح إلى ذلك الموظف، ومجلساً مكوناً من مائة عضو "لا ينفذ عمل من الأعمال الهامة ولا ينفق أي اعتماد مالي إلا إذا وافق عليه أولاً" (٥٨). واغتنمت الطبقات الوسطى الرأسمالية فرصة انشغال شارل "بالمذبحة المسائية" فقاموا في عام ١٢٨٢ بانقلاب دستوري أصبحت بمقتضاه هيئة مؤلفة من الرؤساء ومختارة من النقابات الطائفية الكبرى هي المسيطرة بالفعل على حكومة المدينة، وظل منصب البورستا باقياً في خلال هذه التقلبات، ولكنه كان مجرداً من السلطان، لأن السلطة العليا انتقلت إلى أيدي التجار وأصحاب المصارف.

وأعاد حزب الأشراف القدامى المغلوب تنظيم نفسه برياسة كرسو دوناري الرجل الوسيم المتغطرس، وأطلق عليهم لسبب غير معروف اسم "النري Nrri" أي السود، وسمي النبلاء الجدد أصحاب المصارف والتجار الذين تزعمتهم أسرة شرشي Cherchi باسم البيض Blanchi. ويئس النبلاء القدامى من معونة الإمبراطورية المحطمة فولوا وجههم شطر البابا يستعينونه على الطبقة الوسطى الرأسمالية. ودبر دوناتي Donati، بوساطة آل سبيني Spini وكلائه في فلورنس، تدبيره مع بنيفاس الثامن للاستيلاء على فلورنس؛ وكانت الأحزاب التسكانية قد امتد نفوذها إلى الولايات البابوية فلم تترك لبنيفاس أملاً في إعادة النظام إليها إلا إذا كان له صوت مسموع في حكومات تسكانيا البلدية (٥٩). وعرف أحد رجال القانون الفلورنسيين خبر هذه المفاوضات فاتهم ثلاثة وكلاء من أسرة سبيني في روما بخيانة فلورنس، وأدانت الهيئة الحاكمة المؤلفة من مندوبي النقابات