للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الطائفية الكبرى ثلاثتهم (إبريل ١٣٠٠) فهدد البابا من اتهموهم بالحرمان؛ وهاجمت جماعة من النبلاء المسلحين من حزب دوناتي عدداً من كبار رجال النقابات، فقررت هيئة المندوبين السالفي الذكر، وكان دانتي وقتئذ من أعضائها، نفي عدد من النبلاء متحدية بذلك البابا (يونية ١٣٠٠). واستنجد بنيفياس بشارل دوق فالوا Valois وطلب إليه أن يدخل إيطاليا، ويخضع فلورنس، ويسترد صقلية من أرغونة.

ووصل شارل فلورنس في نوفمبر من عام ١٣١٠، وأعلن أنه لم يأت إليها إلا لإعادة النظام والسلم في ربوعها، ولكن كرسو دوناتي دخل المدينة بعد قليل من ذلك الوقت على رأس جماعة مسلحة، ونهب بيوت المندوبين الذين نفوه، وفتح أبواب السجون، ولم يطلق أصدقاءه وحدهم، بل أطلق كل من أراد الخروج منها. وساد الهرج والمرج المدينة، واشترك النبلاء والمجرمون ف السرقة، وخطف الآدميين، وقتلهم؛ ونهبت مخازن التجارة، وأرغمت الوارثات على الزواج من خطاب مفاجئين، واضطر الآباء إلى إمضاء وثائق ببائنات كبيرة. وأخرج كرسو آخر الأمر هيئة مندوبي النقابات والبودستا من وظائفهم، واختار السود، وظل كرسو سبع سنين حاكماً يأمره لا معقب لحكمه في فلورنس. وحوكم المندوبون المعزولون وأدينوا، وحكم عليهم بالنفي ومنهم دانتي نفسه (١٣٠٢)، وحكم على ٣٥٩ من البيض بالإعدام، ولكن أجيز لمعظمهم النجاة من الموت بالنفي من البلاد .. وقبل شارل فالوا هذه الحوادث راضياً، وقبل معها ٤٤. ٠٠٠ فلورين (٤. ٨٠٠. ٠٠٠ ريال أمريكي) مكافأة له على ما عانى من مشقة، وغادر فلورنس إلى الجنوب. وفي عام ١٣٠٤ أحرق السود الذين أفلت زمامهم بيوت أعدائهم، فدمر في هذه الحرائق ١٤٠٠ بيت، وأصبح وسط فلورنس رماداً وخرائب. ثم تفرق السود