للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أن نفعله هو أن نحزر أن الكتاب الكبير كان يحتوي على جزء هام من أسفار العهد القديم الخمسة التي يسميها اليهود "توراة" ويسميها غيرهم البنتاتوش أو الأسفار الخمسة (١).

كيف كتبت هذه الأسفار؟ ومتى كتبت؟ وأين كتبت؟ ذلك سؤال بريء لا ضير منه ولكنه سؤال كتب فيه خمسون ألف مجلد، ويجب أن نفرغ منه هنا في فقرة واحدة نتركه بعدها من غير جواب.

إن العلماء مجمعون على أن أقدم ما كتب من أسفار التوراة هما القصتان المتشابهتان المنفصلة كلتاهما عن الأخرى في سفر التكوين، تتحدث إحداهما عن الخالق باسم "يهوه" على حين تتحدث الأخرى عنه باسم إلوهيم. ويعتقد هؤلاء العلماء أن القصص الخاصة بيهوه كتبت في يهوذا، وأن القصص الخاصة بإلوهيم (٢) كتبت في إفرايم، وأن هذه وتلك قد امتزجتا في قصة واحدة بعد سقوط السامرة. وفي هذه الشرائع عنصر ثالث يعرف بالتثنية


(١) التوراة: لفظ عبري معناه الهدى أو الإرشاد، والبنتاتوش كلمة يونانية معناها اللغات الخمسة. (المترجم).
(٢) وهي تفرقة كان أول من أشار إليها جان أستروك Jean Astruc في عام ١٧٥٣ م. ومن الفقرات التي تعزى إلى كاتب قصص يهوه في سفر التكوين الفقرات المحصورة بين الآية الرابعة من الأصحاح الأول والآية الرابعة والعشرين من الأصحاح الثالث، وكذلك الأصحاحات ٤، ٦ - ٨، ١١ من ١ إلى ٩، والأصحاحين ١٢، ١٣، ١٨ - ١٩، ٢٤، ٢٧، الآيات ١ - ٤٥، والأصحاحات ٣٢، ٤٣ - ٤٤؛ وفي سفر الخروج الأصحاحات ٤ - ٥، الآيات المحصورة بين الآية رقم ٢٠ في الأصحاح الثامن إلى الآية رقم ٧ في الأصحاح التاسع، والأصحاحان ١٠، ١١، والآيات المحصورة بين الآية رقم ١٢ من الأصحاح الثالث والثلاثين إلى الآية رقم ٢٦ من الأصحاح الرابع والثلاثين؛ وفي سفر العدد الآيات من ٢٩ إلى ٣٦ من الأصحاح الحادي عشر الخ؛ أما الفقرات الإلوهية التي لا شك فيها فهي التي في سفر التكوين في الأصحاح الحادي عشر من عشرة إلى ٣٢، وفي الأصحاح العشرين ١ - ١٧، والحادي والعشرين ٨ - ٣٢ والثاني والعشرين ١ - ١٤ والأصحاحات ٤٠ - ٤٢؛ و ٤٥ وفي سفر الخروج الآيات من ٢٠ إلى ٢٣ من الأصحاح الثامن عشر والأصحاحات ٢٠ - ٢٢، والآيات من ٧ إلى ١١ في الأصحاح الثالث والثلاثين؛ وفي سفر العدد الأصحاحات ١٢؛ ٢٢ - ٢٤ الخ.