للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أشاركك الحزن على ابنك المصلوب.

ألا ليتني أستطيع أن أكون معك،

وأقف بجوار الصليب في صحبتك،

راضياً، مغتبطاً، مرتبطاً في الحزن بك

فليحيني الصليب،

ولتنجني آلام المسيح المنقذة للبشر:

وليرعني بلطفه،

وإذا ما بلي جسمي

فلتنظر روحي في أمجاد السماء

إليه وجهاً لوجه.

وليس في الشعر ما يضارع هذه الترانيم المسيحية التي قيلت في العصور الوسطى إلا قصيدتان إحداهما هي قصيدة عيد القربان Pange Lingue، والأخرى قصيدة "يوم الغضب" الرهيبة التي كتبها تومس السلوني Thomas of Celono حوالي ١٢٥٠، والتي تنشد في القداس الذي يقام للموتى، وهنا توحي رهبة يوم الحساب بقصيدة لا تقل كآبة وكمالاً عن أي حلم من أحلام دانتي المعذبة (١٠١).

وأضافت الكنيسة إلى طقوسها ذات الأثر الشديد في النفس والمشتملة على الأدعية والترانيم والقداس- أضافت إلى هذه الطقوس ما يحدث في الأعياد الدينية من حفلات ومواكب، وأخذ عيد الميلاد في البلدان الشمالية المراسم المفرحة للطبقة التي كان التيوتون الوثنيون يقيمونها احتفالاً بانتصار الشمس وقت الانقلاب الشتائي على الظلمة المقبلة، ومن هذا نشأت كتل عيد الميلاد التي تحرق في بيوت الألمان، وأهل فرنسا الشمالية، والإنجليز، وأهل إسكنديناوة، كما