للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثاني وانتصر عليه انتصاراً كان من أثره أن تأخر عصر النهضة مائة عام، وهو الذي نظم محكمة التفتيش، ولكنه كان إلى ذلك مخلصاً إخلاصاً لا يرقي إليه الشك، تقيا إلى حد البطولة، قوياً في دفاعه عما حسبه أثمن ما يملكه بنو الإنسان وهو الدين الذي جاء به المسيح.

وهل كان هذا الرجل قاسياً غليظ القلب، وهو الذي حمى كردينال فرانسس وهداه بحكمته، ولولا هذا لكان من الجائز أن يصبح من الملحدين المارقين. وقضى إنوسنت الرابع (١٢٤٣ - ١٢٥٤) على فردريك الثاني، وأقر استخدام محكمة التفتيش للتعذيب (١٣٣). وكان نصيراً صادقاً للفلسفة، مساعداً للجامعات، مؤسساً لمدارس القانون. وكان اسكندر الرابع (١٢٥٤ - ١٢٦١) محباً للسلم، رحيماً، شفيقاً عادلاً "أدهش العالم بعده على الاستبداد" (١٣٤) ومعارضته لصفات أسلافه العسكرية" (١٣٥)، بفضل التقى عن السياسة، وقد مات "كسير القلب" كما يقول مؤرخ فرنسسكاني "ولم ينقطع يوماً عن التفكير فيما بين المسيحيين من نزاع متزايد رهيب" (١٣٦)، وعاد كلمنت الرابع (١٢٦٥ - ١٢٦٨) إلى امتشاق الحسام، ودبر هزيمة مانفرد Manfred، وقضى على أسرة هو هنستاوفن وعلى ألمانيا الإمبراطورية. ولما استعاد اليونان مدينة القسطنطينية تعرض الاتفاق القائم بين الكنيسة اليونانية والرومانية لخطر الزوال، ولكن جريجوري العاشر (١٢٧١ - ١٢٧٦) استحق جمد ميخائيل بليجوس Miehael Palealogus بمقاومته مطامع شارل دوق أنجو في الاستيلاء على القسطنطينية، فلما عاد إمبراطور الروم إلى ملكه أخضع الكنيسة اليونانية إلى روما، وعادت البابوية إلى ما كانت عليه من تفوق.