ومشى حافي القدمين، وبذل ما يستطيع من الجهد ليعيد الناس بطريق السلم إلى حظيرة الدين القويم. والتقى في منبلييه بثلاثة من مندوبي البابا - أرنلد Arnold وراؤل Raoul وبطرس الكاسلنوي Pictro of Castelnaw. وروع حين شهد ثيابهم الغالية وترفهم، وعزا هذا إلى ما أقرا به من عجز عن كفاح الضلالة، وأخذ عن كفاح الضلالة، وأخذ يؤنبهم بجرأة لا تقل عن جرأة أنبياء العبرانيين:"إن الضالين لا يردون الناس عن دينهم ويضمونهم إليهم بما يظهرون من القوة والأبهة، ولا بموكب الخدم والحشم؛ وإنما يردونهم بالوعظ الحماسي، وبالخشوع المماثل لخشوع الحواريين، وبالتقشف، والاستمساك بالدين"(٦٦) ويقال إن المندوبين استحوا من عملهم، فصرفوا حاشيتهم وخلعوا نعالهم.
وأقام دمنيك في لانجويدك عشر سنين (١٢٠٥ - ١٢١٦)، يعظ الناس بكل ما أوتي من غيرة وحماسة. ولم يذكر اسمه في حاث ذي صلة بالاضطهاد البدني إلا ما قيل من أنه أنجى أحد الضالين من اللهب عند عمود الإحراق (٦٧). ويطلق عليه أتبتعه تفاخراً به اسم - persecutor Haere ticorum - وليس معنى هذا حتما أنه مضطهد الضالين بل قد يكون معناه أنه مطاردهم فحسب. وجمع حوله طائفة من الوعاظ، بلغ من تأثيرهم أن اعترف البابا هونوريوس الثالث (١٢١٦) بأن "الإخوان الوعاظ" طائفة جديدة، وصدق على دستورهم الذي وضعه لهم دمنيك، واتخذ الرجل مركزه الرئيسي في روما، وأخذ يجمع الأنصار ويعلمهم، ويبث فيهم الحماسة التي كادت تبلغ حد التعصب، ثم بعثهم يجوسون خلال أوربا حتى كيف Kiev من جهة الشرق، والبلاد الأجنبية، ليهدوا المسيحيين والكفار إلى دين المسيح. ولما عقد أول اجتماع للدمنيكيين في بولونيا عام ١٢٢٠؛ أقنع دمنيك أتباعه بأن يوافقوا بأجماع الآراء على دستور الفقر المطلق .. ومات في هذه البلدة بعد عام من ذلك الاجتماع.
وانتشر الدمنيكيون، كما انتشر الفرنسيسيون، كل مكان فكانوا