واقتحما القصر، وقدما إلى البابا رسالة فيليب، وطلبا إليه أن يوقعها (٧ سبتمبر سنة ١٣٠٣)، فرفض بنيفاس هذا الطلب. وتقول رواية "موثوق بصحتها أعظم الثقة"(١٠٤) إن سياراً لطم الحبر الأعظم على وجهه وإنه كاد يقتله لولا تدخل نوجات. وكان بنيفاس وقتئذ الخامسة والسبعين من عمره، ضعيف الجسم، ولكنه ظل يتحدى خصومه. وبقي ثلاثة أياماً سجيناً في قصره والجنود المرتزقة ينهبونه. ولكن أهل أناني يؤيدهم أربعمائة فارس من عشيرة أورسيني Orsini فرقوا الجنود المرتزقين وأعادوا إلى البابا حريته. ويلوح أن سجانيه لم يقدموا له طعاماً مدى الثلاثة الأيام السابقة على تحريره، لأنه وهو واقف في السوق سأل: إن كانت هناك امرأة صالحة ترضى أن تقدم لي صدقة من النبيذ والخبز، فإني أمنحها بركة الله وبركتي". وقاده فرسان الأورسيني إلى روما وإلى الفاتيكان، وهناك انتابته حمى، شديدة مات منها بعد أيام قليلة (في الحادي عشر من شهر أكتوبر سنة ١٣٠٣)
وحرم خليفته بندكت الحادي عشر (١٣٠٣ - ١٣٠٤) نوجارت، وسياراكولنا، وثلاثة عشر غيرهما من الرجال رآهم يقتحمون القصر في أناني. ومات بندكت بعد شهر من ذلك الوقت في بروجيا، وربما كان أحد الجبلين الإيطاليين قد دس له السم (١٠٥). ووافق فليب على أن يؤيد برتراند دي جو Bertrand de Got رئيس أساقفة بوردو للجلوس على كرسي البابوية إذا نهج سياسة المصالحة، وعفا عمن حرموا من الدين لهجومهم على بنيفاس، وسمح بأن تجبى من رجال الدين الفرنسيين ضريبة دخل سنوية مقدارها عشرة في المائة مدة خمس سنين، وأن يعيد أفراد أسرة كولنا إلى مناصبهم ويرد إليهم أملاكهم، وأن يشهر بذكرى بنيفاس (١٠٦). ولسنا نعرف إلى أي حد وافق برتراند على هذه المطالب، وكل ما نعلمه أنه اختير بابا، وتسمى باسم كلمنت الخامس (١٣٠٥). وأنذره الكرادلة بأنه لن يكون آمناً على حياته في روما، فنقل