للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليهودية من عنصر شهواني دنيوي، لعل ُكتَّاب العهد القديم- وهم الذين يكادون كلهم أن يكونوا من الأنبياء والكهنة- قد أخفوه عنا، كما يكشف سفر الجامعة عن تشكك لا نتبينه فيما عنى الكتاب باختياره ونشره من أدب اليهود الأقدمين. وفي هذه الكتابات الغرامية العجيبة مجال واسع للحدس والتخمين. فقد تكون مجموعة من الأغاني البابلية الأصل، تشيد بذكر إشتار وتموز، وقد تكون من وضع جماعة من شعراء الغزل العبرانيين تأثروا بالروح الهيلينية التي دخلت إلى بلاد اليهود مع الإسكندر الأكبر (لأن في هذه الأغاني ألفاظاً مأخوذة من اللغة اليونانية)، أو قد تكون زهرة يهودية ترعرعت في الإسكندرية وقطفتها نفس محررة من ضفاف النيل (وذلك لأن العاشقَين يخاطب أحدهما الآخر بقوله أخي أو أختي كما يفعل المصريون الأقدمون). ومهما يكن أصلها فإن وجودها في التوراة سر خفي ولكنه سر ساحر جميل. ولسنا ندري كيف غفل- أو تغافل- رجال الدين عما في هذه الأغاني من عواطف شهوانية فأجازوا وضعها بين أقوال إشعيا والخطباء:

صرة المر حبيبي لي، بين ثديي يبيت

طاقة فاغبة حبيبي لي في كروم عين جدي (Engadi)

ها أنت جميلة يا حبيبتي، ها أنت جميلة، عيناك حمامتان

ها أنت جميل يا حبيبي وحلو وسريرنا أخضر …

أنا نرجس شارون سوسنة الأودية …

أسندوني بأقراص الزبيب، أنعشوني بالتفاح فإني مريضة جداً.

أحلفكن يا بنات أورشليم بالظباء وبأيائل الحقول إلا تيقظنّ

ولا تنبهن الحبيب حتى يشاء …

حبيبي لي وأنا له الراعي له بين السوسن