إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال. ارجع وأشبه يا حبيبي الظبي
أو غُفر الأيائل على الجبال المشعبة …
تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى
لنبكرنّ إلى الكروم لننظر هل أزهر الكرم؟ هل تفتح القعال؟ هل
نوّر الرمان؟ هنالك أعطيك حبي.
هذا هو صوت الشباب أما الأمثال فصوت الشيوخ. إن الناس يتطلبون كل شيء من الحب والحياة؛ وهم ينالون ما يتطلبون إلا قليلاً، ولكنهم يظنون أنهم لم ينالوا شيئا؛ وتلك هي المراحل الثلاث التي يتنقل فيها الإنسان المتشائم. وهكذا ترى هذا السليمان الأسطوري (١) يحذر الشباب من شر المرأة. "لأنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء … أما الزاني بامرأة فعديم العقل … ثلاثة عجيبة فوقي وأربعة لا أعرفها: طريق نسر في السموات، وطريق حية على صخر، وطريق سفينة في قلب البحر، وطريق رجل بفتاة"(٢٢١). وهو يتفق مع القديس بولص في أن أفضل للإنسان أن يتزوج من أن يحترق! "افرح بامرأة شبابك، الظبية المحبوبة، والوعلة الزهية، ليروك ثدياها في كل وقت، وبمحبتها اسكر دائماً … أكلة من البقول حيث تكون المحبة خير من ثور معلوف ومعه بغضة"(٢٢٢). بحقك هل هذه ألفاظ من كانت له سبعمائة زوجة؟
ويلي الكسلُ الدنسَ في البعد عن الحكمة:"اذهب إلى النملة أيها الكسلان … إلى متى تنام أيها الكسلان؟ "(٢٢٣).
"أرأيت رجلاً مجتهداً في عمله؟ - أمام الملوك يقف"(٢٢٤). ولكن
(١) لا يقصد الكاتب أن سليمان شخص أسطوري، فقد تحدث عنه من قبل حديث من يعتقد أنه شخصية تاريخية، بل يقصد كما يقول هو نفسه أن الأمثال ليست من وضع سليمان وإن كان بعضها قد قالها هو نفسه ثم كتبت فيما بعد. إن على هذه الأمثال مسحة من الأدب المصري والفلسفة اليونانية، ولعلها جمعت في القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، ولعل جامعها يهودي متأغرق من أهل الإسكندرية.