متعة الحب والحياة السليمة. ولمن آراءنا الدينية المبتسرة، إذا تذكر ما فيها من جمال وتغفل عما فيها من رهبة، تعود بنا المرة بعد المرة إلى الكنائس الكبرى وترجح كفة الإله الجميل المصور في أمين والملاك الباسم المصور في ريمس، "وعذراء شارتر".
وكان المثال في العصور الوسطى كلما زادت مهارته في فنه قوى أمله في تحرره من فن العمارة وفي أن يعمل فيه أعمالاً توائم الذوق الدنيوي المتزايد عند الأمراء والأحبار، والأشراف، والطبقة الرأسمالية المتوسطة.
ففي إنجلترا كان نحاتو الرخام في بربك Purbeek يستخدمون النوع الممتاز الذي يقطعونه من نتوء دورسسترشيد Dorestershire، واشتهر في القرن الثالث عشر بالعمد والتيجان الجاهزة، وبالدمى المضطجعة التي ينحتونها على توابيت الأموات الأغنياء- وصب وليم تورل William Torel وهو صانع من أهل لندن حوالي عام ١٢٩٢ تمثالين من البرنز لهنري الثالث وإليانور القشتالية زوجة ولده ليوضعا في قبرهما الرخاميين في دير وستمنستر، ويبلغ هذان التمثالان من الجمال والدقة ما تبلغه أية تحفة برنزية في ذلك العصر واجتمعت في ذلك الوقت مدارس النحت عظيمة الشأن لييج، وهلدس هايم Hildesheim ونومبرج Naumburg. ونحت مثّال غير معروف حوالي عام ١٢٤٠ التمثالين القوطيين البسيطين- ذوي الأبواب الفخمة- لهنري الأسد ولبؤته القائمين في كنيسة برنزويك Bruswick. وتزعمت فرنسا أوربا بأجمعها في جمال تماثيلها الرومنسية (في القرن الثاني عشر) والقوطية (في القرن الثالث عشر) ولكن معظم هذه التماثيل قائمة في كنائسها الكبرى، ولهذا فإن خير مكان تدرس فيه هو هذه الكنائس.
ولم يكن النحت في إيطاليا وثيق الصلة بالعمارة، ولا بالمدن ذات الحكومات المستقلة، ولا بنقابات الحرف كما في فرنسا، ولهذا فإنا في القرن الثالث عشر