للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

حد ما في سن الشباب، ولكنه مهد في حياته السبيل إلى دناتلو Donatello وإلى بعث فن النحت القديم في عصر النهضة.

وكان ابنة جيوفتى بيرانو (حوالي ١٢٤٠ إلى حوالي ١٣٢٠) يضارعه فيما تعرض له من تأثير متعدد النواحي، ولكنه يفوقه في مهارته الفنية. وقد عهدت إليه بيزا بناء مقبرة تليق بالرجال الذين كانوا في ذلك الوقت يقتسمون البحر المتوسط الغربي مع جنوى. وجيء بالتراب المقدس للميدان المقدس Compo Santo من جبل كلفارى. وأقام الفنان حول مستطيل كلئ عقوداً رشيقة امتزج فيها الطرازان الرومنسي والقوطي. وجيئت بروائع النحت لتزيين اليوائك، وظل الميدان المقدس قائما يخلد ذكرى جيوفنى بيزانو حتى حطمت الحرب العالمية الثانية نصف عقوده وتركته أنقاضاً مهملة (١).

ولما منى البيزيون من الهزيمة على أيدي الجنويين (١٢٨٤) لم يعد في مقدورهم أن يمدوا جيوفنى بما يحتاجه من المال، فانتقل إلى سيينا. ونحت في عام ١٢٩٠ بعض النقوش البارزة لواجهة كنيسة أورفييتوا Orvieto الغربية غير المألوفة. ثم عاد فانتقل شمالا إلى بستونيا Pistonia ونحت لكنيسة سانتا أندريا Santa Andrea منبراً صورة أقل اكتمالا في رجولتها من صورة منبر والده في بيزا، ولكنه يفوق منبر أبيه في رشاقته وفي اتفاقه مع الطبيعة، والحق أن هذا المنبر لهو أجمل ما أخرجه فن النحت القوطي في إيطاليا.

وظل أرنلفو دي كمبيو (١٢٣٢ - ١٣٠٠) ثالث هؤلاء الثلاثة الذائعي الصيت يمارس عمله على الطراز القوطي برعاية البابوات، وكانت لمعضمهم روابط سابقة بفرنسا. فقد اشترك وهو في أورفييتو في قطع واجهة كنيستها، وصنع تابوتاً جميلا للكردنال دي براي Cardinal de Braye وكان شبيهاً بفناني النهضة في


(١) والعمل يجري الآن في إعادة الميدان المقدس إلى ما كان عليه.