والطراز المنقوش (١٢٨٠ - ١٣٨٠)، والطراز العمودي (١٣٠٠ - ١٤٥٠). وقد اتخذ هذا الفن من النوافذ والعقود الإنجليزية له اسماً آخر فسمى "بالريشة"(١). وكانت الوجهات والأبواب في هذا الطراز أبسط من مثيلاتها في فرنسا، وإن كانت كنيستا لنكلن وروشستر قد حوتا بعض التماثيل المنحوتة؛ وحوت منها كنيسة ولز Wells أكثر من هاتين الكنيستين، ولكن هذه لم تكن القاعدة المتبعة، ولا يمكن على كل حالة مقارنة هذه التماثيل، في نوعها وعددها، بالتماثيل المقامة على أبواب كنائس تشارتر، أو أمين؛ أو ريمس. أما الأبراج فكانت تمتاز بالفخامة لا بالإرتفاع، وإن كانت أبراج سالزبري، ونوروك، ولتشفيلد تدل على ما يستطيع البناء الإنجليزي أن يفعله إذا ما آثر الرشاقة والارتفاع على الروعة والفخامة. كذلك عجز ارتفاع الكنيسة من الداخل عن أن يغزى المهندسين الإنجليز، لقد حاولوه أحياناً كما فعلوا في وستمنستر وسلزبري، ولكنهم في الأغلب الأعم كانوا يتركون القبة منخفضة انخفاضاً مقبضاً للنفس، كما تراها في جلوسستر، وإكستر. يضاف إلى هذا أن طول الكثدرائيات الإنجليزية الكبير لم يكن يشجع على بذل الجهود التي تجعل ارتفاعها يتناسب مع هذا الطول، فطول كنيسة ونشستر ٥٥٦ قدماً، وطول كنيسة إلى Ely، ٥١٧، وكنتربري ٥١٤، ودير وستمنستر ٥١١، أما كنيسة أمين فطولها ٤٣٥، وريمس ٤٣٠، وحتى كنيسة كيلان نفسها لا يزيد طولها على ٤٧٥. لكن ارتفاع كنيسة ونشستر من الداخل لم يكن يزيد على ٧٨ قدماً، وهو في كنيسة كنتربري لا يزيد على ٨٠، وفي لنكلن لا يتجاوز ٨٢، وفي وستمستر لا يتجاوز ١٠٣، أما أمين فترتفع إلى ١٤٠ قدماً.
(١) والنوافذ التي سمى بها الطراز عالية ضيقة تنتهي بعقد مستدق كثيراً: مزدوج الفتحات أو ثلاثيها، وهو كثير الوجود في مباني النصف الأول من القرن الثالث عشر. (المترجم)