استوردت فلاندرز الطراز القوطي من فرنسا في تاريخ مبكر. فقد بدأت كنيسة القديس جودول Gudule التي ترفع هامتها كبرياء على تلها ببركسل في عام ١٢٢٠، وأهم ما تفخر به هو زجاجها الملون. وأقيمت في كنيسة القديس بافون Bavon بغنت مرنمة قوطية في ١٢٧٤، وكانت كنيسة القديس رمبولت Rompault في مكلن Nechlin تشرف على الريف من أبراجها الضخمة المفرطة في الزخرف وإن كانت لم تتم في يوم من الأيام. ذلك أن فلاندرز كانت تهتم بالنسيج أكثر مما تهتم بالدين، وكانت عمارتها مدنية لا دينية، وكان أعظم ما فيها من العمائر القوطية هو قاعات الأقمشة في إيبر Ypres وبروج وغنت. وكانت قاعة إيبر (١٢٠٠ - ١٣٠٤) أفخم هذه القاعات: فقد كان لها واجهة ذات ثلاثة أطباق من البواكي طولها ٤٥٠ قدماً دمرت في أثناء الحرب العالمية الأولى. ولا تزال قاعة النسيج في بروج (١٢٨٤ وما بعدها) تشرف بقبة ناقوسها الفخمة التي طبقت شهرتها العالم كله على الميدان الذي تقوم فيه. وتوحي هذه المباني الجميلة هي ومباني غنت (١٣٢٥ وما بعدها) بما كانت عليه نقابات الحرف الفلمنكية من ثراء، وما كانت تتيه به من كبرياء هي خليقة به، وهي بعض ما في هذه المدن السارة الهادئة في هذه الأيام من فتنة وروعة.
ولقي الفن القوطي في انتشاره نحو الشرق إلى هولندا وألمانيا مقاومة متزايدة، ذلك أن رشاقة الطراز القوطي لم تكن تتفق بوجه عام مع النزعة العقلية التيوتونية، وأن الطراز الرومنسي أكثر مواءمة لهذه النزعة، ولهذا استمسكت