للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به ألمانيا حتى القرن الثالث عشر. وتعد كثدرائية بمبرج Bamberg العظمى (١١٨٥ - ١٢٣٧) مرحلة انتقال: فالنوافذ فيها صغيرة وذات عقود مستديرة وليست فيها مساند متنقلة، ولكن القبة ذات ضلوع من الداخل وذات شكل مستدق. وإنا لنجد هنا في مطلع عهد الفن القوطي الألماني تطوراً في النحت ذا بال: فقد كان في بادئ الأمر يحذو حذو النحت الفرنسي، ولكنه سرعان ما خطا نحو طراز من النزعة الطبيعية البديعة والقوة. والحق أن الصورة التي تمثل المعبد فوق كنيسة بمبرج لأوقع في النفس من الصورة المماثلة لها في ريمس (٢٩). وتمثالا اليصايات ومريم اللذان في المرنمة أقرب إلى أن يكونا نسختين من الموضوعين المماثلين لهما في فرنسا. ذلك أن تمثال اليصايات ذو وجه وشكل يشبهان وجه عضو من أعضاء مجلس الشيوخ امرأة ذات قوة وصلابة وهما الصفتان اللتان تحبهما ألمانيا على الدوام.

وتكاد كل كثدرائية ألمانية باقية من ذلك العهد تحتوي تماثيل تستلفت الأنظار، أحسنها كلها التي في كثدرائية نومبرج Naumburg (حوالي ١٢٥٠). ففي المرنمة القريبة من هذه الكنيسة إثنا عشر تمثالا متعاقبة تمثل طائفة من علية القوم المحليين، في واقعية حازمة، وتوحي بأن الفنانين لم ينالوا حقهم من الأجر كاملا، وكأنما أرادوا أن يكفروا عن هذا الخطأ فكانت صورة يوتا Uta زوجة الأمير تمثل المرأة الألمانية كما يتوق إليها التفكير الألماني. وعلى ستار المرتمة نقش يمثل يهوذا يتناول المال ليغدر بالمسيح. والصور هنا مزدحمة وذات قوة ولكنها قوة لا تضر بفرديتها، فيهوذا قد مثل بحيث يبدو منتصفاً بشيئ من العطف، والفرنسيون شخصيات ذوات قوة. تلك هي آية فن النحت الألماني في القرن الثالث عشر.

وفي عام ١٢٤٨ وضع كنرادا لهوشستادني onrad of Chochstaden كبير