الدهشة، وأحسست بما في جمالها من جاذبية" (٣٠). والزجاج الملون في هذه الكثدرائية قديم العهد، ولعله أقدم من أي زجاج في فرنسا، والتماثيل المنحوتة التي عند باب الجناح الجنوبي (١٢٣٠ - ١٢٤٠) نادرة الجمال، وفي القوس التي فوق الباب نقش غائر يمثل موت العذراء، والرسل المجتمعون حول فراشها ذوو ملامح فردية غير وافية، ولكن الفكرة التي أوحت بصورة المسيح جميلة وقد أبرزها المثال بمهارة. ويقوم على جانبي هذا الباب تمثالان عظيمان: يمثل احداهما الكنيسة في صورة ملكة ألمانية بشوشة، والآخر لشخص نحيل رشيق، مكفوف ولكنه جميل، يرمز إلى معبد اليهود، ولو رفعت العصابة التي على عيني هذا التمثال لفاق المعبد الكنيسة. وقد أمرت لجنة الثورة الفرنسية في عام ١٧٩٣ بتدمير تماثيل الكثدرائية لتجعل منها "معبداً للعقل"، ولكن عالما في التاريخ الطبيعي لا نعرف اسمه من هرمان Hurman أنقذ تمثالي الكنيسة والمعبد بأن أخفاهما في حديقته المخصصة لعلم النبات. كما أنقد النقوش التي فوق قوس الباب بأن غطاها بلوحة عليها نقش فرنسي: الحرية، والمساواة والإخاء (٣١).