للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المعمارية، فكما أن الكنائس الأولى انتقلت في القرن السابع من شكلها القديم شكل القباب والباسلكات، إلى الشكل الرومنسي القوي المتين، وانتقلت في القرن الثالث عشر إلى الطراز القوطي المعقد، العالي، المزخرف، كذلك احتفظت الموسيقى المسيحية إلى زمن جريجوري الأول (٥٤٠ - ٦٠٤) بنغمات بلاد اليونان والشرق الأدنى الحزينة، وانتقلت في القرن السابع عشر إلى الترنيم الجريجوري أو الترنيم البسيط، ثم ازدهرت في القرن الثالث عشر فتعددت نغماتها وكثرت أصواتها القوية الجريئة تنافس الأساليب المتزنة التي تقوم عليها الكثدرائية القوطية.

وتضامنت غارات البرابرة في الغرب، مع بعث النزعة الشرقية في الشرق الأدنى، في تحطيم التقليد الذي كان يرمز إلى النغمات الموسيقية بحروف توضع فوق الكلمات، ولكن الأساليب اليونانية الأربعة -الدوري، والفريجي، والليدي، والمكسوليدي Mixolydeau بقيت وتولد منها بطريق التقسيم الأساليب الثمانية في التأليف الموسيقي- التأملي، والمحبوس، والجدي، والرزين، والمرح، والمبتهج، والقوي، والمنتشي. وظلت اللغة اليونانية ثلاثة قرون بعد الميلاد باقية في موسيقى الغرب الكنيسة، ولا تزال باقية في صلاة "ارحمنا يارب " Kyrie eleison. واتخذت الموسيقى البيزنطية شكلها في عهد القديس باسيلي، وقرئت الترانيم اليونانية بالسورية، وبلغت ذروتها في ترانيم رومانوس (حوالي ٤٩٥) وسرجيوس (حوالي ٦٢٠) ونالت أعظم نصر لها في الروسيا.

وكان بعض المسيحيين الأولين يعارض في استخدام الموسيقى في الدين، ولكن سرعان ما تبين أن دينا بغير موسيقى لا يمكن أن يقوي على منافسة العقائد التي تمس الإنسان الموسيقية. ومن أجل ذلك تعلم القس أن يغني القداس، وورث بعض الألحان التي كان يتغنى بها المرتل العبري، وعلم الشمامسة