للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المرنمين حوالي عام ١١٨٠ أجمل أغنية في أيامه، وارتكب خليفته بترونيوس Petronius إثما كبيراُ إذا ألف مقطوعات من ثلاثة أصوات أو أربعة. وانتشرت الموسيقى المتعددة الأصوات، كما انتشر الطراز القوطي، من فرنسا إلى إنجلترا وأسبانيا وقال جرالدس كمبرنسس Giraldus Chambraensis، (١١٤٦ - ١٢٢٠) بوجود أغاني مكونة من جزأين في أيرلندة، كما قال عن بلدة ويلز قولا لا تخطئ إذا قلناه عنها اليوم:

وهم في أغانيهم لا ينطقون بالنغمات متحدة … بل ينطقون بنغمات كثيرة-بطرق كثيرة وأصوات كثيرة، ومن ثم فإن وجود المغنين الكثيرين الذين جرت عادة هذا الشعب على جمعهم، يؤدى إلى سماع أصوات يبلغ عددها عدد من تقع العين من المغنين، كما يؤدى إلى سماع أجزاء مختلفة متباينة تجتمع آخر الأمر في لحن متوافق متحد (١١).

وخضعت الكنيسة آخر الأمر لروح العصر ونزعته اللتين لا تخطئان أبداً وارتضت الموسيقى المتعددة الأصوات، واتخذتها خادماً قوية للإيمان وأعدتها لما نالته من انتصار في عهد النهضة.