للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما تركيب الكتاب فقد نال من الثناء اكثر مما يستحق، فهلا لا يضارع التنظيم المنطقي لكتاب الأخلاق لاسبنوزا او التتابع المسلسل لكتاب الفلسفة التركيبية لاسبنسر. ورسالته في علم النفس (الجزء الأول المشتمل على الأبواب من ٧٥ إلى ٩٤) موضوعة بين بحثه في الستة الأيام التي تم فيها الخلق وبين دراسة الإنسان وهو في عهد البراءة الأولى. وشكل الكتاب اكثر طرافة من تركيبه؛ وهو في جوهره يواصل طريقة أبلار من الحد الذي بلغته على يد بطرس لمبارد ويبلغ بها درجة الكمال: يبدأ بالسؤال، تتلوه الحجج النافية، والاعتراضات على الحجج الموجبة، ثم الحجج الموجبة المأخوذة من الكتاب المقدس، ومن كتب الآباء، والمستندة إلى العقل، ثم الردود على الاعتراضات. وهذه الطريقة تضيع الوقت أحياناً لأنها تورد حججاً واهية ثم تدحضها، ولكن النقاش أحياناً نقاش جوهري وحق. ومن خصائص تومس انه يورد الرأي المخالف لرأيه بصراحة مدهشة وقوة عظيمة؛ وبهذه الطريقة كان الكتاب خلاصة للإلحاد كما هو حصن حصين للعقائد المسيحية، ولكننا لا نستطيع أن نشكو قط من ان الشيطان لم يجد له مدافعاً قديراً.