للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأعمال الشعوذة، وعاقبت مرتكبيها بضروب من الكفارات متدرجة في صرامتها، فكانت تندد بالسحر الأسود - الالتجاء إلى العفاريت لنيل السلطان على الحوادث -، ولكن هذه الضرب من السحر كان واسع الانتشار في ألف مكان خفي. وكان الذين يمارسونه يوزعون سراً كتاب اللعنة المحتوي على أسماء العفاريت الكبرى، ومساكنها، وقواها الخاصة (٨). وكان كل إنسان تقريباً يؤمن ببعض الوسائل السحرية التي تحول مقدرة الكائنات فوق الطبيعية إلى غايات محبوبة. وهاهو ذا يوحنا السلزبري يحدثنا عن ضرب من السحر يستخدمه شماس وقس كبير أساقفة (٩). وكان أبسط أنواع السحر ما يحدث بتلاوة الرقية وهي عبارة تتلى عدة مرات في العادة؛ وبها يمكن اتقاء شر، وشفاء من مرض، وإبعاد عدو من الطريق. وأكبر الظن أن معظم المسيحيين كانوا يعدَون علامة الصليب، والصلاة الربانية، والسلام عليك يا مريم Ave Maria رقي سحرية، ويستخدمون الماء المقدس، والعشاء الرباني على أنهما من الطقوس السحرية ذات الآثار المعجزة.

وكاد الاعتقاد بوجود النساء الساحرات يكون عاماً في ذلك الوقت؛ فها هو ذا كتاب التوبة الذي وضعه أسقف إكستر Exter يندد بالنساء اللائي يدعين القدرة على تبديل عقول الرجال بضروب من السحر، كتبديل الكره حُبَّاً، والحب كُرهاً، أو (سحر بضائع الناس وسرقتها)، أو (يدعين القدرة على أن يركبن في بعض الليالي على ظهور بعض الدواب مع حشد من العفاريت في صورة النساء، وعلى أن ينضممن إلى تلك الجماعات) (١٠) - وذلك هو (سبت الساحرات) الذي ذاعت سمعته السيئة في القرن الرابع عشر. وكان من ضروب سحر النساء السهلة صنع صورة من الشمع للضحية المقصودة، وإنفاذ الأبر فيها، وتلاوة صيغ من اللعنات عليها؛ وقد أتهم وزير من وزراء فليب الرابع بأنه أستأجر ساحرة لتفعل هذا بصورة الملك. وكان من المعتقدات المنتشرة أن بعض النساء يستطعن أن