للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بخضوع فرنسا إلى سلطة المغول (٤١)، وكان كل ما أثمرته البعثة هو وصف وليم الشيق الممتاز لعادات المغول وتاريخهم. وعرف الأوربيون وقتئذ لأول مرة منابع نهري الدن Don والفلجا، وموضع بحيرة بلكاش، وشعائر الدلاي لاما Dalai Lama، وأماكن النساطرة المسيحيين في الصين، والفرق بين المغول والتتار.

وأشهر الرحالة الأوربيين إلى بلاد الشرق الأقصى في العصور الوسطى وأعظمهم نجاحاً هم أسرة بولو تجار البندقية. فقد كان لأندريا بولو Andrea Polo أبناء ثلاثة هم ماركو الأكبر، ونقولو، ومافيو Maffeo؛ وكانوا كلهم يعملون في تجارة بيزنطية ويعيشون في القسطنطينية. وانتقل نقولو ومافيو حوالي عام ١٢٦٠ إلى بخارى حيث بقيا ثلاث سنين، ومنها سافرا في أعقاب بعثة سياسية تتارية إلى بلاط كوبلاي خان في شانجتو. وأعادهم كوبلاي في بعثة إلى البابا كلمنت الرابع؛ واستغرقت عودتهما إلى البندقية ثلاث سنين، فلمّا جاء إليها كان كلمنت قد مات. وفي عام ١٢٧١ خرجا من البندقية عائدين إلى الصين، وأخذ نقولو معه ابنه ماركو الأصغر وكان وقتئذ في السابعة عشرة من عمره. وقضيا ثلاث سنين ونصف سنة في رحلتهما مخترقين قارة آسية عن طريق بلخ، وهضبة البامير، وكاشغر، ولوب تور، وصحراء غربي، وتنجوت. فلمّا وصلا إلى تنجوت كان ماركو في الحادية والعشرين من عمره؛ وأعجب به كوبلاس، وخصه بمناصب رئيسية، ووكل إليه القيام ببعثات هامة، وأبقى أفراد أسرة بولو الثلاثة في الصين سبعة عشر عاماً. ثم أبحروا عائدين إلى بلادهم، وقضوا في عودتهم ثلاث سنين عن طريق جاوة، وسومطرة، وسنغافورة، وسرنديب، والخليج الفارسي؛ ثم ساروا براً إلى طربزون، ومنها ركبوا السفينة إلى القسطنطينية والبندقية. فلمّا استقروا فيها لم يصدق أحد، كما يعرف العالم كله، القصص التي أخذ يقصها "ماركو ذو الملايين" عن "بلاد الشرق