بإحدى سراريه، أو الجلوس مصادفة على عرشه، أو الإساءة إلى أحد أفراد البيت المالك (٤٨).
وكان المذنب في هذه الحالات يعدم إما بإرغامه على تجرع السم، أو خزقه أو صلبه، أو شنقه (وكان المجرم يشنق ورأسه عادة إلى الأسفل)، أو رجمه بالحجارة أو دفن الجسم إلى ما دون الرأس، أو تهشيم رأسه بين حجرين كبيرين، أو خنقه في رماد ساخن، أو بتوقيع ذلك العقاب الذي لا يصدقه العقل والمعروف باسم عقاب "الزورقين"(١). وقد ورث الأتراك الذين أغاروا على البلاد فيما بعد بعض هذه العقوبات الهمجية، وأورثوها العالم من بعدهم.
واستعان الملك هذه القوانين وهذا الجيش على حكم الولايات العشرين التابعة لدولته من عواصمه الكثيرة. وكانت العاصمة الأصلية بزارجادة، ولكنه كان ينتقل منها أحياناً إلى برسبوليس، وكانت إكباتانا عاصمته الصيفية. أما معظم إقامته فكانت في مدينة السوس عاصمة عيلام القديمة التي يجتمع فيها
(١) يقول بلورتاخ إن الجندي مثرداتس قال ساخراً وهو يحتسي الخمر أن ليس الفضل في قتل قورش الأصغر في واقعة كوناكسا للملك، بل الفضل فضله هو- فأمر أرت خشتر الثاني أن يعدم مثرداتس بطريقة القاربين- على النمط الآتي: يؤخذ قاربان صنعا بحيث ينطبق أحدهما على الآخر تمام الانطباق. ثم يوضع المذنب الذي يراد تعذيبه على ظهره في أحدهما، ويغطى بالقارب الثاني بحيث يترك رأسه ويداه وقدماه في خارج القاربين، أما سائر جسمه فيكون بينهما. ثم يقدم له الطعام فإذا أبى أن يطعمه أرغموه على ذلك بوخز عينيه. وبعد تناوله يسقونه مزيجاً من اللبن والعسل يصبونه في فمه وعلى وجهه بأكمله. ويظل وجهه في هذه الأثناء موجها نحو الشمس على الدوام، فلا يلبث أن تغطيه عن آخره أسراب الذباب الذي يحط عليه. ولما كان هو في القارب يفعل ما لابد أن يفعله كل من يأكلون ويشربون، فإن الحشرات والديدان تتولد من البراز والأقذار، وتتسرب إلي أمعائه فيتآكل جسمه. فإذا اتضح لهم أن الرجل قد مات بلا ريب، ورفع أعلى القاربين، ظهر جسمه وقد تآكل لحمه، وشوهدت هذه الحشرات الكريهة تنهشه، كأنها قد توالدت في أحشائه. وبهذه الطريقة قضى مثرداتس في آخر الأمر نحبه بعد عذاب دام سبعة عشر يوما". ملحوظة: ورد اسم Artaxerxes، Xerxes بصيغ مختلفة فسمى أولها خشيرشا وأخشويرش وسمي الثاني أردشير وأرت خشتر أو أرتخشتر وأرتخشيرشا. ويسميه المسعودى أرطحشست، ويقول البيروني أن بهمن أردشير هو ابن أخشويرش.